قال مقاتلو الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية إن عناصر حزب الله يعملون بانتظام على طول السياج الحدودي، مرتدين ملابس عسكرية ووجوههم مغطاة، قاموا -بالأمس، و خلال اجتماع لكبار المسؤولين في المنظومة الأمنية مع رئيس الوزراء- بقطع السياج الحدودي وسرقوا معدات من الأراضي الإسرائيلية.
اشتعلت النيران في مزرعة فاكهة الكيوي على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية خلال نهاية الأسبوع، وزعم جنود الجيش الإسرائيلي المتمركزون في القطاع أن عناصر حزب الله هم الذين أضرموا النار في المنطقة - علمت والا بذلك صباح اليوم (الإثنين).
بحسب الجنود الذين يخدمون في المنطقة، يعمل عناصر حزب الله بانتظام على طول الحدود ووجوههم مغطاة حتى لا يكون من الممكن تعقبهم والتعرف عليهم من خلال رصد الجيش الإسرائيلي، ويقومون بدوريات بالقرب من الخط الأزرق الذي يمثل الحدود وأحيانًا بالقرب من السياج الفاصل.
وبحسب المقاتلين، فإن عناصر حزب الله عادة ما يرتدون أحذية عسكرية وسراويل عسكرية وقمصان سوداء ويسحبون الكاميرات ويوثقون أنشطة الجيش الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية.
في غضون ذلك، يوم أمس لدى لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقادة المؤسسة الأمنية، بمن فيهم وزير الجيش يوآف جالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الموساد ديدي برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، جاء بعض عناصر حزب الله إلى السياج وقطعوها.
يأتي ذلك ضمن سلسلة استفزازات قام بها النشطاء مؤخراً ضد الأنشطة الهندسية للجيش الإسرائيلي لإقامة حاجز وسياج على الحدود اللبنانية، ومن بينها، سرقة الكاميرات من الحدود، وكانت هناك محاولة لوقف الأدوات الهندسية، وسُرِق سياجاً، وأتلفت القنوات، وأطلقت الألعاب النارية، وصاروخ مضاد للدبابات وصواريخ، كل هذا على خلفية قضية الخيام التي نصبها عناصر حزب الله في الأراضي الإسرائيلية ولم تصل بعد إلى حل.
خلال المناقشة التي أجراها رئيس الوزراء أمس، قال مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية إنه لا بد من الفصل بين الاستفزازات التي يقوم بها حزب الله على الحدود، مثل نصب الخيام، وبين الأعمال الفعلية التي يقوم بها حزب الله، مثل الهجوم عند مفرق مجدو.
وأضاف مصدر مطلع على تفاصيل الاجتماع أن مسؤولين أمنيين كباراً قالوا إنه في حين أن هناك حاجة للرد على الإجراءات الفعلية لحزب الله، فإن الرد على الاستفزازات قد يؤدي إلى تفاقم الوضع على عكس مصلحة إسرائيل، وبحسب المصدر، فإن "التفاهم في النقاش هو أنه لا داعي للإسراع والمبادرة الى مواجهة مع حزب الله".
ومؤخراً، أجاز وزير الجيش لقائد القيادة الشمالية، أوري غوردين، عدة مسارات عمل محتملة رداً على إزالة الخيمة التي نصبها حزب الله على الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك رد واسع لوضع تتدهور فيه المنطقة إلى قتال حقيقي.
في الوقت نفسه، أوعز جالانت بزيادة مستوى الاستعداد لسيناريوهات مختلفة على طول الحدود اللبنانية بأكملها.
وحذر مسؤول أمني كبير من أن "نصر الله كان يفكر في المخاطرة على الحدود منذ بعض الوقت لأنه يقدّر بشكل غير صحيح درجة الاستعداد العملياتي للجيش الإسرائيلي لجميع أنواع السيناريوهات".
وقال المسؤول الكبير إنه لا يمكن استبعاد احتمال محاولتهم المبادرة بأحداث مشتركة، وأضاف: "سيكون ذلك خطأ؛ لهذا السبب نجري عمليات مراقبة مشتركة وتقييمات للوضع للجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد".