ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن جنود الجيش الإسرائيلي طردوا، أول أمس، السكان الفلسطينيين من بئر مياه مملوكة لفلسطينيين في منطقة جنوبي جبل الخليل، وسمحوا للمستوطنين بالبقاء هناك.
وقام المستوطنون ببناء سياج بالقرب من البئر، ومنعوا الفلسطينيين ونشطاء اليسار الإسرائيلي الذين كانوا معهم من استخدامه، وفي اللقطات من الموقع، شوهد ضابط في الجيش الإسرائيلي يأمر الفلسطينيين والناشطين بالإخلاء، بينما يُبقى المستوطنون هناك.
تقع البئر ضمن "منطقة نار" 918 في منطقة مسافر يطا، لكن القسم الذي توجد فيه غير نشط ويستخدمه سكان قرية طوبا لرعي الأغنام، ويقول الفلسطينيون إن البئر ملك لأحد سكان القرية، لكن في الفيديو سمع الضابط يقول إن رجلاً يدعى يسسخار مان، صاحب بؤرة استيطانية تسمى "حفات مان"، هو الوحيد الذي لديه تصريح بالبقاء هناك.
ووصف أحد سكان القرية الذي كان هناك "أنهم يأتون كل يوم إلى بئر المياه، إنهم يأتون عدة مرات في الأسبوع إلى آبار المياه، لكنهم وصلوا اليوم إلى بئر ماء خاص بجارتنا، وهي امرأة في السبعينيات من عمرها، واليوم قالوا إنه لا يُسمح إلا لليهودي يسسخار باستخدام البئر والتواجد هناك ولا أحد غيره، بل إن الجيش حاول اعتقال ابنة صاحبة البئر".
كما اعتقل ناشط يساري كان في مكان الحادث واستجوب للاشتباه في قيامه بمهاجمة جندي وتعطيل إجراءات التحقيق، لكن تم الإفراج عنه بشرط إبعاده عن المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي رداً على ذلك إن "مواطنين إسرائيليين نسقوا دخول منطقة "إطلاق النار" 918، واجهوا أمس نشطاء إسرائيليين وفلسطينيين وصلوا إلى المنطقة دون تنسيق.
وعملت قوة الجيش الإسرائيلي التي وصلت إلى المكان على وقف المواجهة وطردت النشطاء الإسرائيليين والفلسطينيين الذين وصلوا إلى المكان دون تنسيق ودون إذن بالوصول"، هذا على الرغم من أن قرية طوبا التي تعود البئر لسكانها وتقع بالقرب من القرية، تقع ضمن المنطقة النارية، ولا يطلب من السكان تنسيق دخولهم.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "بعض الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم دفعوا ضابطاً في الجيش الإسرائيلي وتم احتجازهم لاستجوابهم من قبل الشرطة الإسرائيلية"، وأضاف: "يجوز لأي شخص أن يطلب دخول المنطقة المعنية بشرط أن يكون قد حصل على إذن للقيام بذلك و ترتيب الوصول مقدماً، وخلال إقامة المواطنين الذين تمت الموافقة على دخولهم، أقاموا مكان مؤقت أزيل عند مغادرتهم المنطقة".
وفي الأسبوع الماضي، أغلقت الإدارة المدنية أربعة آبار مياه في المنطقة جنوب الخليل، وبحسب إفادات الأهالي، وصلت قوة عسكرية إلى المنطقة لتأمين خلاطات الخرسانة التي كانت تصب كميات كبيرة من الخرسانة في الآبار.
وبحسب سكان محليين تحدثوا لـ "هآرتس"، فإن قطعة الأرض التي أغلقت فيها آبار المياه كانت مستخدمة من قبل عائلة فلسطينية لأغراض زراعية.
و رداً على ذلك، ذكرت وحدة تنسيق الإجراءات الحكومية في المناطق أن هذا "نشاط تنفيذي" في إطار "آبار المياه غير القانونية التي تم حفرها بالمخالفة للاتفاق المؤقت، تلحق الضرر بموارد المياه الطبيعية وتشكل احتمالاً لتلوث طبقات المياه الجوفية".