وجّهت مجموعة من النساء من كافة القرى الدرزية في البلاد، رسالة إلى الزعيم الروحي للطائفة الشيخ موفق طريف، يخبرنه فيها بأنهن قررن الامتناع عن إرسال أبنائهن للخدمة العسكرية الإلزامية، وذلك احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالب، تجميد أوامر الهدم وإلغاء الغرامات، وتجميد قانون كامينيتس، وإقرار توسيع مسطحات القرى الدرزية.
وإليكم نص الرسالة بالكامل:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة فضيلة الشيخ موفق طريف المحترم.
رئيس المجلس الديني الأعلى، والرئيس الروحي للطائفة الدرزية
تحية وبعد
الموضوع: الخدمة الإجبارية لأبنائنا من الطائفة في الجيش الإسرائيلي
نحن الموقعات أدناه مجموعة من النساء الدرزيات الجسمانيات والروحانيات، الخيات والأمهات من كافة القرى الدرزية في "إسرائيل"، رأينا من المناسب إشراكك برسالتنا لوزير الدفاع لافتين انتباهك لما وصل إليه مجتمعنا في الفترة العصيبة الأخيرة، من أحكام جائرة على الشباب والأزواج الشابة المقبلين على بناء بيوتهم على أراضيهم الخاصة، ومن غرامات باهظة وأوامر الهدم مما أدى إلى ارتفاع سن الزواج فوق الثلاثين، وهجرة الشباب الى المدن والقرى اليهودية، مما يهدد بتصدع الأسرة الدرزية في مجتمعنا، كما وتضع الدولة القيود على اراضينا تحت محميات مثل البارك والمحميات الطبيعية.
لقد باتت حياتنا بائسة لثقل الغرامات والرسوم التي فرضت علينا بعد الدخول للمجمعات المائية، وأنت تعلم أن الأوضاع الاقتصادية للعائلات الدرزية في جميع قرانا ليست على ما يرام، فأكثر من 50% من العائلات تتقاضى أجرا تحت خط الفقر، وذلك بما أتت به تقارير التأمين الوطني.
عدا عن ذلك ننبهك لتشويه تاريخنا وهويتنا في برامج التعليم التي يعملون بها في وسطنا، مما يؤدي لتحصيل نتائج متدنية "بالبجروت"، وتأتي الخدمة العسكرية الإجبارية لتشكل حاجزا كبيرا أمام مواصلة تعليمهم العالي بالجامعات والمعاهد بعد تخرجهم من المرحلة الثانوية.
لقد توقعنا بعد اجتماع 17 /6/23 أن يكون الانفراج فخاب أملنا، وتوقعنا أن تستجيب الحكومة الحالية لما ورد في خطابكم التاريخي، في اجتماع مقام الخضر ص في كفر ياسيف فخاب أملنا للمرة الثانية، وخاصة بما يتعلق بتجميد أوامر الهدم وإلغاء الغرامات وإقرار توسيع مسطحات القرى مبدئيا على الأقل.
وبالأخير السيد نتنياهو رئيس الحكومة لم يكلف خاطره أن يلتفت لممثل العائلات الثكلى من قبل خيمة الاعتصام، ابن الطائفة السيد عز أبو ركن ولو لعدة دقائق، وبعد مرور أربعة أيام على اعتصامه أمام بيته في قيساريا وأماكن أخرى كبني اتيف بهضبة الجولان.
بناء على ذلك وبعد أن دب اليأس بأفئدتنا وبعد سماحكم ومعونتكم، قررنا عدم إرسال أبنائنا للخدمة العسكرية الإجبارية، راجين أن تتفهم موقفنا بعد أن أصبحنا بعد سن قانون القومية نخدم دولة الشعب اليهودي، وليس دولتنا فأصبحنا في نظرهم ونظر باقي الفئات مرتزقة، وفوق ذلك يطبقون علينا قانون كامينتس المشؤوم.
أخيرا، إن لم تستجب الدولة لمطالبنا كما وردت في خطابكم التاريخي، وخاصة إبطال الغرامات وأوامر الهدم وتجميد قانون كامينيتس، حتى موعد التجنيد القريب القادم فنعلمك أننا سنمنع أولادنا من التجند ولن نتنازل عن حقوقنا كمواطنين، نقول ذلك بألم كيف أوصلتنا هذه الحكومة إلى هذا الوضع المزري، فإما أن نعيش فوق الأرض بكرامة وإما تحت الأرض بكرامة.