مزيد من التقدم نحو التطبيع؟ التقى ممثلون عن السلطة الفلسطينية في الأردن قبل أسبوعين مع وفد أميركي لبحث الشروط التي سيحصل عليها الفلسطينيون ضمن اتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية، هذا ما نقلته شبكة "قدس" الإخبارية الفلسطينية اليوم (الاثنين).
وبحسب التقارير التي وردت من مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها، فقد حضر اللقاء مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف ومقربون من رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، حسين الشيخ وماجد فرج ومجدي الخالدي.
وذكرت المصادر أن السلطة الفلسطينية وافقت على المشاركة في الصفقة، التي ستتضمن عدم معارضتها للتطبيع السعودي مع "إسرائيل"، مقابل تلبية بعض المطالب.
ومن الشروط التي وضعتها السلطة الفلسطينية، فتح سفارة أمريكية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، فضلا عن الدعم المالي للسلطة الفلسطينية وإخراجها من الأزمة الحالية التي تعيشها.
كما تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر يشارك فيه أيضًا كبار المسؤولين السعوديين، لبحث الدور الذي ستلعبه السلطة الفلسطينية في الاتفاق السعودي الإسرائيلي.
وأفيد أيضًا أنه من المتوقع أن يصل بريت ماكجورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي بايدن لشؤون الشرق الأوسط، إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع للقاء وفد فلسطيني يضم مقربين من رئيس السلطة الفلسطينية.
وسيتم في هذا الاجتماع أيضًا مناقشة المشاركة الفلسطينية في اتفاقية التطبيع، الجاري تشكيلها بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية و"إسرائيل".
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات لـN12: إنه "يبدو أن الفلسطينيين أكثر استعدادًا اليوم من ذي قبل، لقبول اتفاقيات جزئية".
لقد اتخذ أبو مازن لسنوات نهج "الكل أو لا شيء"، ولذلك رفض مناقشة الاتفاقات الجزئية.
والآن وقد أصبح أبو مازن في نهاية أيامه، يبدو أن هناك "شهية متزايدة" للصفقات الجزئية، أي الاتفاقات المرحلية.
في الأسبوع الماضي فقط، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا عن الاقتراح السعودي للفلسطينيين، والذي بموجبه سيقدم السعوديون الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، مقابل دعم رام الله في الحفاظ على العلاقات السياسية مع "إسرائيل".
وهذه خطوة تشير إلى تقدم كبير على طريق التوصل إلى اتفاق مع "إسرائيل"، وإقامة علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل ابيب.
إن اعتراف السعودية المحتمل بـ"إسرائيل" أمر حساس بشكل خاص بالنسبة للرياض، لأن أقدس الأماكن للإسلام تقع على أراضيها، وهو ما يمنحها مكانة خاصة في العالم الإسلامي.
وأدت "المناورة" التي تجريها السعودية، بحسب تقارير مختلفة، مع "إسرائيل" بوساطة أمريكية، إلى انتقادات كثيرة في العالم العربي للرياض، خاصة من الفلسطينيين الذين اتهموا زعماء دول الخليج بـ"طعنهم في الظهر" مع إبرام اتفاقات إبراهيم عام 2020.