سلطت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها تل أبيب بين مؤيدي ومعارضي النظام في إريتريا، وبين قسم كبير منهم وبين الشرطة، الضوء على علاقة "إسرائيل" الدبلوماسية والأمنية مع إريتريا، وعلى المستوى الدبلوماسي، حافظت "إسرائيل" على علاقات مفتوحة مع إريتريا لمدة ثلاثة عقود.
ومن ناحية أخرى، فإن العلاقات الأمنية بين الدول سرية، ومعظم المعلومات الموجودة عنها مبنية على تقارير إعلامية دولية، وليست واضحة درجة مصداقيتها.
منصب السفير الإريتري في "إسرائيل" شاغر، ويتولى المسؤولية في السفارة مسؤول مؤقت وطاقم صغير، كما أن السفارة الإسرائيلية في إريتريا شاغرة منذ عدة سنوات، في أعقاب جائحة فيروس كورونا وإغلاق إريتريا حدودها.
مصدر في الخارجية الإسرائيلية، يقول: إنه "يوجد هناك عدد قليل من السفارات الأجنبية، التي واجهت وضعا مشابها".
وحوّل أفورقي إريتريا إلى إحدى الدولة المغلقة والأكثر استبدادية في العالم، لكن "إسرائيل" استمرت في إقامة علاقات دبلوماسية وأمنية معها. وفي موازاة ذلك، لجأ آلاف الإريتريين إلى "إسرائيل" بهدف التهرب من تجنيدهم عنوة لجيش النظام.
ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، في العام 2019، التماسا طالب بالكشف عن وثيقة أعدتها وزارة الخارجية حول وضع حقوق الإنسان في إريتريا.
وكان من شأن هذه الوثيقة أن تشكل أساسا للنظر في طلبات لجوء، لكن قضاة المحكمة قالوا إنهم اقتنعوا بموقف الحكومة، وأن كشف الوثيقة سيلحق ضررا كبيرا بعلاقات "إسرائيل" الخارجية.
كان قرار قضاة المحكمة العليا تلميحا نادرا، إلى العلاقات شبه السرية بين "إسرائيل" والنظام الدموي في إريتريا.
وكانت تقارير في وسائل إعلام عالمية، قد أفادت في الماضي بأن لـ"إسرائيل" قاعدة عسكرية في إريتريا، وأن سلاح البحرية الإسرائيلي ينفذ عمليات في المياه الإقليمية الإريترية في البحر الأحمر، وأنه توجد مواقع تنصت إسرائيلية في إريتريا وتسمح لـ"إسرائيل" بالحصول على معلومات استخباراتية حول دول في المنطقة.
وفي الماضي نشرت في العالم مقالات وتحقيقات أشارت، من بين أمور أخرى، إلى وجود قاعدة إسرائيلية على أراضي إريتريا؛ وعن نشاط البحرية الإسرائيلية في المياه الإقليمية لاريتريا في البحر الأحمر؛ ومواقع تنصت إسرائيلية توفر معلومات استخباراتية عن دول المنطقة. ولم يؤكد أي مصدر رسمي في "إسرائيل" هذه المنشورات.
وهدد المتمردون الحوثيون المؤيدون لإيران في اليمن في عام 2017، بمهاجمة "القواعد السرية" التي يفترض أن "إسرائيل" تديرها في إريتريا، بصواريخ بالستية.
وتجدر الإشارة إلى أن "إسرائيل" دعمت إثيوبيا في الماضي، عندما حاربت ضد استقلال إريتريا، لكن هذا الدعم لم يضر بمواصلة تعاون "اسرائيل" مع إريتريا بعد قيام الأخيرة.
ووصف تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية الواقع القاسي في البلاد، بما في ذلك اختفاء المدنيين والتعذيب والعقوبات القاسية، بشكل خاص من قبل النظام تجاه معارضيه.
والنظام القضائي في البلاد ليس مستقلا، بل يخضع مباشرة لأفورقي، كما يستخدم الجيش الجنود الأطفال.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على النظام في البلاد عام 2021، بعد انتهاكه المستمر لحقوق الإنسان.