الاحتلال "الإسرائيلي" يرتكب مجازر يومية تؤدي إلى قتل مئات المدنيين ويتعمد قصف المستشفيات ومستودعات الأدوية ضمن سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية
في ظل استمرار الإبادة الجماعية والعدوان "الإسرائيلي" الهمجي على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، يُواصل الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب جرائم مروعة بشكل يومي، تتجلى في تعمد قتل عشرات الشهداء وإصابة عشرات الجرحى، من المدنيين العُزَّل، في مشهد دموي يؤكد إصرار الاحتلال على تنفيذ سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد المدنيين.
وتُمعن آلة الحرب "الإسرائيلية" في إطلاق مئات القذائف والصواريخ والقنابل شديدة التدمير يومياً، مستهدفة الأحياء السَّكنية والمربعات المدنية الآهلة، دون تمييز أو اعتبار لأدنى القيم الإنسانية أو القوانين الدولية، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق والمعاهدات التي تحظر استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة.
وفي جريمة مزدوجة تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود، يُمعن الاحتلال في استهداف وقصف المستشفيات ومستودعات الأدوية وتدمير المنشآت الطبية بهدف إخراجها عن الخدمة بشكل ممنهج ومقصود، بما في ذلك غرف الطوارئ والعناية المركزة وأقسام الجراحة، بهدف مضاعفة أعداد الضحايا ومنع إسعاف المصابين، في سلوك وحشي لا يترك مجالاً للشك في نية الاحتلال الواضحة بارتكاب إبادة ممنهجة.
كما يمارس جيش الاحتلال ضغوطاً مباشرة ومقصودة على الطواقم الطبية والإنسانية، ويعيق وصولها إلى أماكن الكارثة، مما يُعد انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، ويعكس استخفافاً مروعاً بكل الأعراف التي تحمي العمل الإنساني والطبي زمن الحرب.
إن هذه الجرائم التي يندى لها جبين البشرية تُرتكب في ظل انهيار شبه كامل للبنية الصحية والإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة من الحصار والدمار والتجويع والعطش والمرض، في ظل صمت دولي مخزٍ وعجز أخلاقي وإنساني غير مسبوق.
إننا، في الوقت الذي نُدين فيه بأشد العبارات هذه الجرائم الوحشية، وفي الوقت الذي نُحمل فيه الاحتلال "الإسرائيلي" والدول المنخرطة في الإبادة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم؛ نُطالب المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بالخروج من دائرة الصمت والمواقف الرمادية، واتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة لوقف هذه الإبادة الجماعية، ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية المختصة.
إن التاريخ لن يرحم، والضمير العالمي أمام اختبار قاسٍ، فإما أن ينتصر للحق والعدالة والإنسانية، أو يُسجّل في صفحات العار والتواطؤ.