كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنّ جيش الاحتلال بصدد إنشاء فرقة عسكرية جديدة تحمل اسم "غلعاد 96" على امتداد الحدود مع الأردن، في خطوة تعكس حالة الخوف بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وما ترتب عليه من مخاوف لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من تكرار السيناريو على جبهات أخرى.
وبحسب الصحيفة، جاء قرار إنشاء الفرقة نتيجة مباشرة لفشل الاحتلال في احتواء عملية طوفان الأقصى، ولتدارك ما يصفه الجيش بـ"الخاصرة الضعيفة" على الحدود الشرقية. الهدف المعلن يتمثل في تأمين غور الأردن والحدود مع الأردن، وخلق عازل أمني يحمي المستوطنين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذه الحدود هي الأطول التي يسيطر عليها الاحتلال، إذ تمتد لأكثر من 500 كيلومتر من خليج إيلات جنوبًا وصولًا إلى الجولان شمالًا. وتواجه الفرقة تحديات كبيرة، أبرزها الطبيعة الجغرافية الوعرة والمساحات المفتوحة، إضافة إلى المناخ شديد الحرارة الذي يصعّب من بقاء الجنود لفترات طويلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هاجس جيش الاحتلال ليس مواجهة القوات النظامية الأردنية، بل الخوف من سيناريو تسلل جماعي لمسلحين من ميليشيات عراقية أو فلسطينيين أو خلايا حوثية. السيناريو المرجّح لدى الاحتلال هو محاولة العشرات اختراق الحدود وضرب أهداف في الداخل، كما حصل في هجوم السابع من أكتوبر.
وضمن إطار الخطة، سيجري بناء عدة خطوط دفاع تشمل حواجز مائية وسياجًا عازلًا، وربط الحدود بأنظمة كاميرات مراقبة متطورة، إلى جانب إعادة تأهيل المراكز الحدودية القديمة. ومن المقرر أن تكتمل جاهزية الفرقة بحلول عام 2027.
وتحدثت الصحيفة أيضًا عن تمكن جيش الاحتلال من إحباط 120 محاولة تسلل منذ بداية العام الحالي، بينها محاولات لتهريب أسلحة نوعية مثل عبوات ناسفة وصواريخ مضادة للدبابات، إضافة إلى رصد عمليات تهريب تهدف إلى تزويد المقاومة في الضفة الغربية بالبنية التحتية العسكرية.
وخلصت الصحيفة العبرية إلى أنّ إنشاء الفرقة يعكس اعترافًا ضمنيًا بالفشل الأمني على الحدود الشرقية، وإقرارًا بأنّ ما اعتُبر سابقًا "هدوءًا نسبيًا" في الضفة الغربية كان مضللًا. القرار الجديد لا يقتصر على تشكيل فرقة فقط، بل يشمل تغييرًا جوهريًا في مفهوم الأمن عبر تعزيز الرصد والقيادة والمناورة.