مَن هي الفنزويلية التي فازت من مخبئها بجائزة نوبل للسلام، وهنّأها ترامب؟
BBC

ذهبت جائزة نوبل للسلام هذا العام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية، ماريا كورينا ماتشادو، تتويجاً لجهودها في "تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا"، على حدّ ما جاء في بيان اللجنة المانحة للجائزة.
وعادة ما تحظى جوائز نوبل باهتمام عالميّ، لكن الجائزة في هذه العام حظيتْ باهتمام زائد؛ نظراً لإعراب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكثر من مرّة منذ تسلمه سلطاته، عن أحقيته في الحصول على تلك الجائزة، التي فاز بها أربعة من أسلافه في رئاسة الولايات المتحدة.
وفي أكثر من اجتماع وحديث، اشتكى ترامب من تأخُّر حصوله على الجائزة. وكانت آمال الرئيس الأمريكي في الحصول على هذه الجائزة بلغتْ ذروتها مع إعلانه عن التوصّل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع.

لكن هذا الإعلان جاء متأخراً، بحسب مراقبين؛ فلم تتمكن لجنة نوبل من أخذه في الاعتبار، لا سيما وأنّ الترشيحات للجائزة عادة ما تُغلَق أبوابها في يناير/ كانون الثاني من كل عام.
كما يعدّ فوز ماتشادو بالجائزة بمثابة ضربة للنظام الفنزويلي وعلى رأسه نيكولاس مادورو.

وتُعدّ ماتشادو، البالغة من العمر 58 عاماً، من أشرس معارضي نظام الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وكذلك سَلَفه هوغو تشافيز – لتصبح في نظر كثيرين رمزاً لمقاومة الاستبداد في البلاد.

وعلى مدى نحو ربع قرن، "ناضلتْ" ماتشادو بلا توقف في سبيل هدف واحد هو تحقيق الديمقراطية في فنزويلا.
وكان النصف الأول من هذا النضال ضد "الرجل القوي" الراحل تشافيز، الذي قاد البلاد منذ عام 1999 وحتى وفاته.
أما النصف الثاني من "نضال ماتشادو" فكان ضد خليفة تشافيز في الحُكم وهو مادورو، الذي أعلن الفوز في عمليتين انتخابيتين طُعن في نزاهتهما من قِبل مراقبين وحكومات أجنبية مثل الولايات المتحدة.

وكانت ماريا ماتشادو عضوة في الكونغرس الفنزويلي، ونظراً لتزايُد شعبية ماتشادو بين الفنزويليين، فقد حظرتْها سُلطات البلاد من خوض سباق الرئاسة ضد مادورو في الانتخابات التي أجريت في يوليو/تموز 2024، كما حظرت عليها السُلطات شَغْل أي منصب سياسي لمدة 15 عاماً، بدعوى تورّطها في قضايا فساد.

أيضاً تحظر السلطات الفنزويلية على ماتشادو مغادرة البلاد منذ عام 2014، كما تحظر عليها استخدام الطائرات في التنقل بين ربوع البلاد.

وتعيش ماتشادو في مخبأ داخل فنزويلا منذ أغسطس/آب 2024، ورغم التهديدات التي تطاردها، تتعهد الناشطة الفنزويلية بمواصلة النضال.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025