معاريف
ترجمة حضارات
سجيف شتاينبرج
إن الشعور بالسلام والطمأنينة الذي يشعر به الناس بعد إطلاق سراح الرهائن ربما يتبين أنه مجرد وهم؛ فبدون تحقيق أهداف الحرب بشكل كامل، فإن الكارثة التالية أصبحت على الأبواب.
مساء الجمعة الماضي، غُطّيت الشاشات بنسخ متحركة من "أغنية ما بعد الحرب". تسللت الرسالة بهدوء: انتهت الحرب، وعاد المختطفون، وها هو النور في نهاية النفق قد لاح. إنه جوٌّ لطيف، يكاد يكون مغريًا، يسمح للمرء أخيرًا بالتنفس بعد شهور طويلة من التوتر والقلق والألم. كما أنه أجواء تدعو الجمهور إلى تجاهل الواقع المعقد، وتفضيل قصة قصيرة، مختصرة، وسهلة الفهم على قصة طويلة وبطيئة يشوبها الغموض.
إن الرغبة في الاعتقاد بأن كل شيء سينتهي في لحظة تنبع من تعب حقيقي وشوق إلى الصمت، لكن الصمت المبني على الأمل فقط، لا على الظروف الواقعية، هو صمت قصير الأمد، ثم ينكسر بضجيج عالٍ. إنه ليس النهاية، بل هو صورة النهاية.
يُذكرنا هذا اللحن بأواخر صيف عام 1993. قُدِّمت اتفاقيات أوسلو على أنها بداية "سلام حقيقي"، مع حكايات عن كوكاكولا وماكدونالدز، وتلاشي المقاطعة العربية. سعت الروح العامة آنذاك إلى الاعتقاد بإمكانية تغيير التاريخ بجرة قلم، واختصار العمليات، وتخطّي العقبات، وتحقيق واقع جديد بأقساط ميسرة.
وُصف المعترضون بأنهم "رجال الأمس"، واعتُبر من طالبوا بفحص رصين مُعرقلين، وأُبعد من طرحوا أسئلةً عن العمل. آنذاك، كان ذلك وهمًا بالسلام. أما اليوم، فهو وهم بنهاية الحرب. في كلتا الحالتين، كانت هناك آلية نفسية مشابهة: الرغبة الجماعية في طي صفحة الماضي، وإعلان "تجاوزنا الأمر"، والمضي قدمًا حتى لو كانت الوقائع على الأرض تُشير إلى خلاف ذلك.
لطالما قيل، وبحق، إنه يجب إعادة الرهائن في أسرع وقت ممكن. في الوقت نفسه، ووفقًا للتقييمات الأمنية ودروس الماضي، وُجّهت تحذيرات من الثمن الباهظ لإطلاق سراح عدد كبير من الإرهابيين وعودتهم إلى شوارع إسرائيل والضفة الغربية. وفي أكثر من مرة، اعتُبر من دقّوا ناقوس الخطر مُحاولين تعقّب عملية إطلاق سراح الرهائن لإخفاء التداعيات الخطيرة للصفقة.
نحتفل هذا الأسبوع بذكرى صفقة جلعاد شاليط، والسنة الثانية على مجزرة "سيمحات توراة". ودون إغفال الفروقات بين الحالتين، تكرر درس واحد: أُخفي ثمن الصفقة عن الرأي العام، وتبيّن أن شعار "سنعرف كيف نواجه ونحتوي" الذي رفعته الأجهزة الأمنية كان وهمًا تحطم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
الاستقرار الإقليمي – فقط من خلال تحقيق أهداف الحرب
إن مفتاح الاستقرار الإقليمي لا يأتي من التصريحات، بل من التحقيق الكامل للأهداف الخمسة التي حددتها إسرائيل: إعادة جميع المختطفين، أحياءً وأمواتًا؛ وتفكيك القدرات العسكرية لحماس كهدف قابل للقياس لنزع السلاح عمليًا؛ ونزع سلاح المنظمات الإرهابية من قطاع غزة؛ ومنع أي تهديد مستقبلي من غزة من خلال سيطرة وإشراف أمني فعّالين؛ واستبدال نظام حماس بإدارة مدنية غير معادية لإسرائيل. وإلى أن تتحقق هذه الأهداف بالكامل، ستبقى "نهاية الحرب" مجرد اسم لا حقيقة.
في الساحة السياسية، تُطرح أفكارٌ لخططٍ متعددة المراحل. في هذا السياق، عُرضت مبادرة "الـ21 نقطة" المنسوبة للرئيس ترامب في وسائل الإعلام كخطةٍ منظمةٍ لإعادة تأهيل الصراع وإنهائه على مراحل. ووفقًا لتقارير وتقييماتٍ مختلفة، تعمل حماس بالفعل على تقليل الأضرار وإتمام المرحلة (أ) من الصفقة بشكلٍ شبه كامل، بهدف الوصول إلى موقفٍ تفاوضيٍّ أفضل للمرحلة (ب).
إن نهاية حماس هي الشرط الوحيد لإنهاء الحرب، وشرطٌ ضروريٌّ لاستقرار المنطقة لسنواتٍ قادمة. أيُّ تراجعٍ عن خطوة، أو تنازلٍ للعدو، سيُفسَّر من قِبَل التنظيم الإرهابي والدول المعادية على أنه إشارةٌ إلى أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول على الأبواب. وسرعان ما يتلاشى شعار "عودة الجنود من المعركة" عندما تروي الأرض قصةً مختلفة.
فور انتهاء المرحلة الأولى، من المرجح أن نسمع أصواتًا تطالب بـ"إنهاء الأمر فورًا": تجاوز الخطوات، واختصار الطرق، وضخّ الأموال من قطر، والثقة بمصر لوقف التهريب. تُبيّن التجربة أن هذا يُكسب الوقت، لا الأمن. إن الاعتقاد الجاهل بأننا "سنقضي عليهم في المرة القادمة" بعد انسحاب متسرع يُعيدنا إلى المنطق الذي كان سائدًا قبل "الرصاص المصبوب"، ويُختصر الطريق إلى أيام مذبحة سيمحات توراة المظلمة. الاختصار يعني إعادة خلق المشكلة في ظروف أسوأ.
خدم عشرات الآلاف من الجنود لشهور، وتراكمت ملايين أيام الاحتياط؛ وتشظّت العائلات، وتعرضت الشركات والعمال لأضرار جسيمة. هؤلاء الأبطال ليسوا مجرد إنتاج تلفزيوني أو لعبة، وقصتهم لا تنتهي بأغنية "بعد الحرب". لم يخرجوا للقتال ليروا أعلام السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن مرفوعةً في قطاع غزة، ولن يقبلوا بمسيرات حماس النصرية في الشوارع. هناك عقد وطني هنا، وليس شعارًا: الأهداف محددة، وعدم تحقيقها ليس "تنازلًا"، بل خلقٌ لخطرٍ متكرر.
التزامهم، والتزامنا، هو تحقيق الأهداف الخمسة المحددة، وليس اختصارًا يُعيد تدوير المشكلة. وعلى القيادة في إسرائيل أن تفهم أيضًا: إذا تبيّن أن الأهداف لم تتحقق، وتطلب الأمر عملية أخرى في قطاع غزة لتحقيق الأهداف نفسها، فقد يتضرر استعداد الجمهور لتحمّل العبء مجددًا بشدة. لقد سئم الناس من أوهام المظهر.
إن الاختيار بين حديث النفس المُريح وحقيقةٍ تصمد أمام اختبار الزمن ليس مسألة مزاج، بل مسألة نضج وطني. يمكننا الاستمرار في التشبث برواياتٍ مُريحة، والاحتفال بنهايةٍ مُتخيلة، والعودة إلى نقطة البداية في كل مرة. ويمكننا التمسك بالمبادئ التي حُددت حتى النهاية، حتى لو كانت طويلةً ومعقدةً ومتآكلةً. حينها فقط، ستتوقف عبارة "نهاية الحرب" عن كونها لازمةً متكررةً، وستصبح حقيقةً متراكمةً على أرض الواقع