جيروزالم بوست – بقلم رون كامبياس
نتنياهو ينتقد "التقارب" مع واشنطن، لكنه الآن يتسامح مع انتقادات ترامب – تحليل
عندما التقى بنيامين نتنياهو دونالد ترامب في فبراير خلال الولاية الثانية لترامب، أوضح نتنياهو أنه يريد إنهاء مرحلة "التفاهم" مع واشنطن. قال إن أي شعور بوجود فجوة بين البلدين يجعل الأمور أصعب، مشيرًا إلى فترة بايدن والخلاف حول حرب غزة.
منذ ذلك الوقت، استخدم ترامب وكبار مساعديه لغة أكثر قسوة تجاه إسرائيل مقارنة ببايدن. كما حاولوا التأثير على قرارات القيادة الإسرائيلية أكثر مما فعلت إدارة بايدن.
رغم ذلك، لم يرد نتنياهو على انتقادات ترامب، على عكس مواجهته العلنية المتكررة لبايدن في الماضي. هالي سوفر من المجلس الديمقراطي اليهودي قالت إن ترامب اتخذ خطوات أضرت بإسرائيل مثل اتفاقه مع الحوثيين وزيارته قطر دون زيارة إسرائيل، لكن لم يكن هناك اعتراض إسرائيلي كبير.
ترامب هدد إسرائيل بفقدان الدعم الأميركي إذا ضمت الضفة الغربية. لم يعترض نتنياهو، رغم أنه كان يواجه إدارة بايدن علنًا بشأن ملفات أصغر.
محللون مؤيدون لإسرائيل قالوا إن نتنياهو يتجاهل الانتقادات لأنها تأتي مع دعم مهم. فترامب منح إسرائيل مكاسب كبرى مثل مشاركة أميركية مباشرة في ضرب إيران للمرة الأولى.
جوناثان شانزر قال إن الضربة للبرنامج النووي الإيراني منحت إدارة ترامب رصيدًا سياسيًا كبيرًا داخل إسرائيل. مايكل ماكوفسكي أشار إلى أن الجمهوريين باتوا القاعدة الداعمة لإسرائيل، ما يجعل نتنياهو أقل قدرة على تحدي ترامب.
نائب الرئيس جي دي فانس قال إنه لا يرى الدعم الأميركي لإسرائيل "مقدسًا"، وإن ترامب يتخذ قراراته دون خضوع للضغوط الإسرائيلية.
جوئيل روبين قال إن نتنياهو محاصر لأن الجمهوريين لا يعارضون ترامب حتى عندما ينتقد إسرائيل.
ترامب نفسه وجه انتقادات مباشرة لإسرائيل خلال حربها مع إيران. فانس وصف الكنيست بـ"الغباء" بعد تصويت على الضم. مبعوث ترامب واتيكوف قال إن الإدارة شعرت بـ"الخيانة" بعد ضربة إسرائيلية لحماس في قطر. لم يصدر رد رسمي من نتنياهو.
عام 2014، وصف مسؤول من إدارة أوباما نتنياهو بـ"الجبان" وحدثت أزمة دبلوماسية واعتذرت واشنطن. ترامب لا يعتذر، ونتنياهو يلتزم الصمت.
نتنياهو قال خلال استقبال فانس إن التحالف الأميركي الإسرائيلي "لا مثيل له" في عهد ترامب.
بعض المسؤولين الإسرائيليين اضطروا للاعتذار للإدارة بعد مواقف استفزازية، مثل اعتذار سموتريتش عن تصريح ضد السعودية.
نتنياهو قلل من أهمية تصويت الكنيست لإحراج المعارضة أمام فانس، بخلاف موقفه الحاد أمام بايدن عام 2010 في موقف مشابه.
ترامب يُنظر له كمن حرر آخر دفعة رهائن لدى حماس، ما يعزز موقفه داخل إسرائيل.
بايدن اعتقد أنه قريب من إسرائيل لكنه تعرض لانتقادات داخل حزبه لأنه لم يستخدم الضغط عليها.
ترامب يجمع بين الضغط على إسرائيل والوعود بإطلاق يدها إذا لم تلتزم حماس، ما يعزز مكانته.
برنامج ساخر إسرائيلي صوّر نتنياهو يمدح ترامب كإمبراطور روماني ويعرض تقديم اعتذار لقطر إذا طلب ترامب.
بعض المحافظين اليهود يرون خطرًا في تصرفات التيار اليميني الإسرائيلي لأنها قد تُفشل مسار التطبيع الإقليمي الذي يسعى إليه ترامب.
جوئيل بولاك كتب أن ترامب يضغط على نتنياهو لكبح اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي قد يهدد استقرار إسرائيل.
الخلاصة:
نتنياهو كان يتحدى بايدن علنًا، لكنه يتلقى انتقادات ترامب بصمت. السبب مرتبط بقوة نفوذ ترامب في إسرائيل، دوره في الحرب مع إيران، تحرير الرهائن، والدعم السياسي الداخلي الذي يمنحه لنتنياهو، مقابل خوف الأخير من خسارة الدعم الجمهوري.