حماس تتعافى وتتقدم...

N12

الجميع يتحدث عن “اليوم التالي”، وفي الأثناء حماس تُرسّخ بهدوء سيطرتها على القطاع 
​​​​​​​
بينما يتحدث الجميع عن “اليوم التالي”، فإن حماس تُعزّز بهدوء سيطرتها على قطاع غزة. ترامب وعد بأن يتم نزع السلاح من القطاع، وفي إسرائيل مصممون على عدم التنازل عن هدف الحرب وهو إسقاط حكم التنظيم – لكن الصورة على الأرض تُظهر أن حماس تتعافى. شهادات من داخل غزة وصلت إلى رويترز تكشف كيف يعمل التنظيم. الإعدامات الجماعية، مراقبة الأسعار وجباية الضرائب هي فقط بعض الطرق التي يعيد عبرها السيطرة إلى يديه.

في إسرائيل مصممون على عدم التراجع عن هدف الحرب بإسقاط حكم حماس في غزة، بينما الرئيس ترامب ضمن نزع السلاح كعنصر مركزي في خطة النقاط العشرين الخاصة به – لكن الواقع الميداني يُظهر صورة معاكسة. حماس تعود بهدوء للسيطرة على القطاع، بينما المناقشات حول “اليوم التالي” تتقدم ببطء. في وكالة رويترز وُصف اليوم (الجمعة) كيف تتعافى حماس.

أصوات من داخل القطاع، وصلت إلى رويترز، تكشف صورة مقلقة: في غزة يُبلّغون بأن حماس بدأت تُعيد ترسيخ سيطرتها على الأرض، حتى في تفاصيل صغيرة مثل مراقبة الأسعار وجباية عمولات على بعض السلع. يحدث هذا بينما تتقدم الخطط الأميركية لمستقبل القطاع ببطء، وكثيرون يشككون في أن حماس تنوي فعلاً التخلي عن الحكم.

بعد بدء وقف إطلاق النار قبل شهر، عادت حماس بسرعة للسيطرة على المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي. وقد رسّخت سيطرتها سريعاً عبر تنفيذ إعدامات بحق عشرات الفلسطينيين الذين قالت إنهم تعاونوا مع إسرائيل، سرقوا أو ارتكبوا مخالفات أخرى.

وفقاً لعشرات من سكان غزة الذين نُقلت شهاداتهم في رويترز، يُلاحظ أيضاً تعزيز للسيطرة المدنية للتنظيم: مراقبة كل البضائع التي تدخل المناطق الخاضعة له، وجباية رسوم على الوقود والسجائر.

المتحدث باسم حكومة حماس إسماعيل الثوابتة نفى الادعاءات. وقال إن حماس فقط “تعالج مهمات إنسانية ملحّة”، تحاول تثبيت الأسعار – وهي جاهزة لنقل الحكم إلى إدارة تكنوقراطية جديدة.

تجار وسكان في غزة يصفون واقعاً متقلباً: حكم يحاول تنظيم الأسعار من جهة، لكن الأسعار “ترتفع وتهبط مثل البورصة” من جهة أخرى. أحد السكان في النصيرات قال: “الأسعار مرتفعة، الوضع صعب – والشتاء قادم”.

تقريباً كل مليونَي فلسطيني في غزة يعيشون الآن في مناطق تحت سيطرة حماس. وبحسب غيث العمري من معهد واشنطن، فإن خطوات حماس تهدف إلى إظهار أنه لا يمكن تجاهلها: “كلما تأخرت الأسرة الدولية، تُعمّق حماس قبضتها”.

في وزارة الخارجية الأميركية يقولون إن التقارير المختلفة عن جباية الرسوم ومظاهر الحكم الأخرى تُثبت لماذا “حماس لا تستطيع ولن تحكم غزة”. وبحسب الوزارة، فإن عملية إنشاء القوة متعددة الجنسيات تتقدم، وبعد المصادقة على الخطة في الأمم المتحدة – سيقوم حكم جديد في غزة.

التنظيم أيضاً نجح في ملء الشواغر: فقد تم استبدال أربعة محافظين قُتلوا، ووفقاً لمصادر مختلفة في التنظيم، تم تعيين بدلاء لـ11 عضواً من المكتب السياسي في غزة ممن قُتلوا.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025