نحن الموقعون على هذه الفتوى، وانطلاقا من نصوص الكتاب والسنة، وما أفتى به العلماءُ والأيِمَّة، من سلَفِ وخلَفِ هذه الأمة، نؤكد على ما يلي:
أولا: أن الجهاد ضد الصهاينة المحتلين، والغزاةِ المعتدين على حرمات المسجد الأقصى وفلسطين، فرضٌ من آكَدِ فروضِ وواجبات الدين، ولا خلاف في ذلك بين علماء المسلمين.
ثانيا: أن المجاهدين في فلسطين اليوم، وفي مقدمتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبقية الفصائل المجاهدة، هم من خيرة المجاهدين على ظهر الأرض، المدافعين عن المقدسات، الذابِّينَ عن العرض والحرمات.
ولا يَشكُّك في ذلك إلا جاهل، أو جاحد!
وأكثر من يصفون جهادهم بـ (الإرهاب) أو يصفونهم بـ (الإرهابيين) هم قادة، وسادة، ورعاة، وحلفاء الإرهاب الذي يقتل النساء، والأطفال، والشيوخ، ويهدم المساجد والمستشفيات، ويفرض الحصار على المدنيين، ويمنعهم من حبة الدواء، ولقمة الغذاء، وجرعة الماء!!
ثالثا: أن التشكيك في مشروعية هذا الجهاد، والطعنَ في هؤلاء المجاهدين، هو تَثبِيطٌ من المبَطِّئِين، وتخذيلٌ من المرجِفِين، ولا يجوز سماعُه، ولا نشرُه بين المسلمين!
رابعا: أن واجب الوقت على الأمةِ كلِّها اليومَ هو مناصرةُ ومؤازرةُ الجهاد والمجاهدين في فلسطين، كلٌّ من موقعِه، وبما يستطيع..
وقد تأكد الأمرُ بعد إعلان دولِ الكفرِ الكبرى اصطفافَها مع العدو، ومساندتَها له ماديا، ومعنويا، بالسياسة، والمال، والسلاح، والمعلومات.. وبعد استنصار واستنفار إخواننا في غزةَ للأمة، وبعد المجازر الجماعية التي يرتكبها العدو على مدار الساعة في حق أهلنا المحاصَرين هناك، والتي ليس آخرها مجزرة المستشفى المعمدانيِّ في غزة.
والمناصرة تكون من الدول والحكومات بالدعم المادي، والمعنوي، والسياسي، والدبلوماسي.
وتكون من الرجال، والنساء، والشباب، والشيوخ، والجماعات الإسلامية، والأحزاب السياسية، والجمعيات الحقوقية، والنقابات المهنية، والطلابية، ومن أصحاب الأقلام، والمنابر، والإعلام... الخ، كل بحسب قدرته، وموقعه.. بالنفس، والمال، والدعاء، والكلمة، والصورة، والوقفة، والمسيرة، والمظاهرة، والمقاطعة، وغير ذلك..
وتكون قبلَ كلِّ ذلك وبعدَه برجوعنا إلى الله عبادًا حقا، متَّصِفِين بصفات العبودية الحقيقية التي يستحق أهلُها نصرَ الله عز وجل.