بيان صادر عن اللجنة الإعلامية في مخيم جنين
اللجنة الإعلامية في مخيم جنين

في اليوم الـ143 للعدوان.. الاحتلال يدفع بجرافات عسكرية ضخمة لمخيم جنين للبدء بمخطط هدم 100 مبنى جديد

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الغاشم على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ143 على التوالي، وسط هدم للمنازل وتحويل أخرى لثكناتٍ عسكرية وانتشار عسكري مكثف، فيما دفعت بجرافات عسكرية ضخمة منذ ساعات صباح اليوم لداخل المخيم.

وشهدت محافظة جنين شمال الضفة الغربية وبلداتها، تصعيدًا غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال، حيث كشفت تقارير عن مخطط جديد يقضي بهدم نحو 100 منزل في مخيم جنين خلال 72 ساعة، حيث وزعت قوات الاحتلال خرائط توضّح الأبنية المستهدفة بالهدم، في خطوة تأتي بعد تدمير أكثر من 66 منزلًا في مارس الماضي.

وانسحبت قوات الاحتلال أمس من قرية فقوعة شمال شرق جنين بعد أكثر من 30 ساعة من الاقتحام المتواصل، حيث اقتحمت البلدة ونفذت حملة مداهمات واسعة طالت عدداً من منازل المواطنين، وجاء الاقتحام بعد أن أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق كافة مداخل البلدة، لتحكم حصارها عليها بشكل كامل.

وخلال الاقتحام، اتخذ جنود الاحتلال عدداً من المنازل والأماكن كنقاط تمركز وتحولت إلى ثكنات عسكرية مؤقتة؛ الأولى وسط البلدة، والثانية على الطريق الواصل بين فقوعة وبلدة عربونة، فيما تمركزت القوة الثالثة على الطريق بين فقوعة وقرية الجلبون، وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا تزال قوات الاحتلال منتشرة في أرجاء البلدة.

وفي تطور لافت، استهدف مقاومون آليات الاحتلال بعبوة ناسفة شديدة الانفجار، ما أدى إلى اشتعال المواجهات، وردّت قوات الاحتلال بإطلاق كثيف لقنابل الغاز تجاه المواطنين، وسط أجواء من التوتر والغضب الشعبي.

وفي ساعات مساء أمس، وسّعت قوات الاحتلال من عدوانها باقتحام بلدة برقين جنوب غرب جنين، حيث انتشرت قوات راجلة داخل الأحياء السكنية، وشرعت بتفتيش المركبات والتدقيق في هويات المواطنين، وخلال الاقتحام، اعتدى جنود الاحتلال على مجموعة من الأطفال بالضرب المبرح، ما أثار موجة استنكار وغضب في أوساط الأهالي.

كما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات استهدفت منزل المطارد سلطان خلوف، بالإضافة إلى ديوان عائلة خلوف، في محاولة للضغط على العائلة ضمن سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال.

وفي سياق متصل، انتشرت قوات راجلة كبيرة من جيش الاحتلال في منطقة "الهدف" بمحيط مخيم جنين، ونفذت اعتداءات مباشرة بحق المواطنين المتواجدين في المكان، في مشهد يعكس تصعيداً عسكرياً متدرجاً تنفذه قوات الاحتلال في عموم مناطق جنين.

ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار سياسات الاحتلال العدوانية بحق أهالي جنين، التي تواجه بشكل يومي حملات اقتحام ومداهمات واعتقالات، في محاولة لكسر إرادة المقاومة التي لا تزال حاضرة بقوة في مختلف أرجاء المحافظة.

وفي سياق ملاحقة الشباب الثائر والمقاوم واعتقال العشرات في سجونها، أصابت أجهزة أمن السلطة الشاب صلاح عادل بالرصاص الحي واعتقلته أُثناء تواجده في بلدة عقابا شمال طوباس، وهو من مخيم جنين، حيث تواصل أجهزة أمن السلطة اعتقال عشرات المقاومين والمطاردين والذين يتعرضون للتعذيب الشديد في سجونها.

ومنذ بدء العدوان على مدينة ومخيم جنين في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، تشن قوات الاحتلال حملات مداهمة واعتقالات، فيما تدفع بتعزيزات عسكرية متواصلة وتتضمن جرافات عسكرية لمواصلة عمليات هدم المنازل.

وأسفر عدوان الاحتلال على مخيم جنين عن هدم 600 منزل بشكل كامل، فيما تضررت بقية المنازل بشكل جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن، إلى جانب عمليات التدمير الواسعة في المدينة وما خلّفته من أضرار كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية.

وتسبب العدوان في نزوح قرابة 22 ألف مواطن بشكل قسري، وأجبرهم الاحتلال على مغادرة منازلهم، ويمنع عودتهم إليها حتى اللحظة، فيما استشهد 42 مواطنا بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023