رغم استمرار القتال في قطاع غزة وتعثر صفقة تبادل الأسرى، تتقدم في الخفاء تفاهمات سياسية قد تؤدي إلى اتفاق نادر مع سوريا. بينما يناقش المستوى السياسي في إسرائيل الخيارات بخصوص غزة، يتابع عن كثب أيضًا القنوات في الشمال، حيث تبرز إمكانية اختراق سياسي تاريخي مع دمشق.
غزة: مأزق بين الخيار العسكري وصفقة بعيدة المنال
وفقًا للصحفي تمير موراج، أنهى الجيش الإسرائيلي المرحلة الحالية من القتال في عملية "مركبات جدعون" ويُسيطر على أكثر من 60٪ من قطاع غزة. وقدّم رئيس الأركان للمستوى السياسي خيارًا حاسمًا: إمّا المضي نحو صفقة تبادل أسرى أو إصدار أوامر باجتياح كامل لغزة – وهو خيار ينطوي على خطر كبير على حياة الأسرى.
لكن الصفقة لا تبدو قريبة. القيادة العسكرية لحماس داخل غزة لا تُظهر مؤشرات على التراجع، رغم بعض المرونة من قيادة الحركة الخارجية في قطر.
الصفقة المحتملة – المعروفة بـ"مخطط ويتكوف" – تتحدث عن وقف مؤقت لإطلاق النار مدته 90 يومًا مقابل الإفراج عن نحو 10 أسرى أحياء و15–16 جثمانًا.
الساحة الشمالية : تطورات غير متوقعة مع سوريا
على النقيض من الجمود في غزة، هناك "تقدّم ملموس" في المفاوضات مع سوريا، بحسب التقرير. الرئيس السوري بشار الأسد – بحسب مصادر – لا ينوي تغيير موقفه الأيديولوجي، لكنه يسعى لرفع العقوبات الأميركية وإنعاش الاقتصاد المدمر.
خلال المحادثات، أوضحت إسرائيل أنها لا تنوي التنازل عن هضبة الجولان، لكنها قد تنظر في انسحاب تدريجي من "المنطقة العازلة" مع الاحتفاظ بوجود استراتيجي في جبل الشيخ (موقع حرمون)الإعلان عن اختراق قد يتم خلال زيارة نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن في يوليو.
الجبهة الإيرانية: ترامب يخلط الأوراق
أما الجبهة الثالثة، إيران، فتبقى معقدة. رغم الأمل بالتوصل لاتفاق يمنع إيران من إعادة بناء برنامجها النووي، خفت الضغط الأميركي والإسرائيلي مؤخرًا.
ترامب رفض تمامًا فكرة تقديم أي عرض لإيران، وغرّد:
"قولوا للسيناتور الديمقراطي المزيف كريس كونز إنني لا أقدّم شيئًا لإيران، عكس أوباما الذي أعطاهم المليارات ضمن اتفاقه السخيف. لا أتحدث معهم على الإطلاق، لأننا دمّرنا منشآتهم النووية بالكامل."
بذلك، يرفض ترامب أي اتفاق جديد مع إيران، ويبدو أن الجمود في هذا الملف سيستمر.