سَمِعْنَا عن صواريخِ الألفِ رِطلٍ، الخارقةِ للحُصون، التي استُعمِلَت في جبالِ "تورابورا" الأفغانيةِ الوعرة... فاحضروها اليومَ على مخيَّماتِ غزّةَ المُتهالكة، وفَعّلوها في خِيامِ النّازحين.
سَمِعْنَا عن البراميلِ المتفجّرةِ، يَحمِلُونها على شاحناتِهم القديمةِ، ويَحشُرون خمسينَ برميلًا دفعةً واحدةً في كلِّ شاحنة، ويَركَبون عليها رُبوتهم الذكي، ويُرسلونها إلى المربّعاتِ السكنيةِ في غزّة، لتَدميرِ وتَفتيتِ ما فوقَ الأرضِ وما تحتَها، على مسافةٍ شاسعةٍ، لا تُبقي ولا تَذرُ من بشرٍ أو حجر.
هل لنا أن نَتخيَّلَ صوتَ هذا الروبوتِ "الصهيونازي" اللطيف؟
هل نَستطيع أن نُصوِّرَ تلك السحابةَ "الجميلة" التي تُظلِّلُ المنطقة، وتَرمي بأثقال ما حملَتْ من فُتاتِ الأبنيةِ على رؤوسِ الخيامِ والعِباد؟
مِن أيِّ البشرِ أنتم؟ ومن أيِّ العبقريّاتِ الشيطانيةِ جئتم لتَخترعوا هذه الروبوتاتِ المتوحِّشة؟
أيّ جدعون هذا جدُّكم الأوّل؟! وكم من أحقادِ القرونِ المديدةِ حملتُم لتَصُبّوها هنا في غزّة؟!
يا قتلةَ الحياة... اليومَ عَرَفنا أنكم أسوأ من النازيةُ، والصليبيةُ، والفاشيةُ، وكلُّ مَن أجرمَ على هذه الأرض.
كلُّ من مَرَّ على ظهرِها لا يُقارَن بحجمِ أحقادِكم، ولا بإجرامِكم.
أيّها السَّفَلة، أتحسَبون أنَّ الله غافلٌ عمّا تَجرمون؟
أتحسبون أنَّكم تُفلِتون من سُنَّةِ الله فيكم؟
> وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ