نتنياهو حينما يتهتلر

إبراهيم المدهون

كاتب ومحلل سياسي

يبدو أن بنيامين نتنياهو قد بلغ مرحلة من الوهم السياسي والاضطراب العقلي تجعله يستحضر أساليب الطغاة عبر التاريخ. فما يطرحه اليوم من فكرة وضع مكبرات صوت في قطاع غزة لنقل خطابه أمام الأمم المتحدة، ليس سوى نسخة مشوّهة مما كان يفعله هتلر عندما حشد ملايين الألمان، وصنّع لهم ملايين أجهزة الراديو، ليبث خطبه ليل نهار ويجعل من صوته أداة هيمنة وسيطرة نفسية.

إن هذا السلوك يكشف كيف تحول الجيش الإسرائيلي من مؤسسة عسكرية إلى أداة دعاية رخيصة، وكيف أن نتنياهو لا يرى في الحرب سوى منبراً شخصياً لاستعراض ذاته. ففي الوقت الذي يواجه فيه العالم مشاهد الإبادة والدمار والمجاعة في غزة، يصرّ على تحويل الحرب إلى مسرح صاخب لخطاباته، وكأن مكبرات الصوت قادرة على حجب صرخات الضحايا أو طمس الحقيقة.

التشابه مع هتلر والنازيين والفاشيبن ليس مجرد صدفة؛ إنه دلالة على أن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، تنزلق أكثر فأكثر نحو نموذج استبدادي مريض، يقوم على صناعة الأكاذيب وتضخيم الذات وتقديس القائد، فيما تنهار الحقائق أمام أعين العالم.

وإذا كان هتلر قد حاول أن يعيد تشكيل أوروبا عبر الحرب والدعاية، فإن نتنياهو يحاول أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط بالنهج نفسه. غير أن النتيجة الحتمية واضحة: لم يتغير التاريخ لصالح هتلر، بل انتهى هو ونظامه إلى السقوط، ولن يتغير الشرق الأوسط إلا على حساب نتنياهو وكيانه

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025