ترجمة حضارات
يتسحاق بْريك
في نهاية المطاف، لن تُعيد حماس سلاحها، ولن تُهزم بشكل كامل على يد الجيش الإسرائيلي. هذا الهدف الذي حدّده نتنياهو لا يصمد أمام اختبار الواقع، واستمرار القتال كان سيؤدي إلى فقدان العلاقات بشكل كامل مع العالم.
المفاوضات حول المرحلة الثانية لم تبدأ بعد
ومع ذلك، وحسب تقديري، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على تحقيق وقف كامل للحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بهدف دفع عملية سلام شاملة في الشرق الأوسط.
طلب الانسحاب الكامل
لا أرى سيناريو ينسحب فيه الجيش الإسرائيلي فقط من المناطق التي تم تطهيرها بالكامل من قوات حماس. حسب تقديري، سيلزم ترامب نتنياهو بالانسحاب في نهاية المطاف إلى خط الحدود الأصلي، مع تحديد عمق المنطقة التي سيتم فيها الانسحاب. ترامب هو من سيضع الخطوط الحمراء في هذه المسألة.
فشل هدف "انهيار حماس"
في نهاية الأمر، لن تُعيد حماس سلاحها، ولن تُهزم بشكل كامل. بكلمات أخرى، لن يحقق نتنياهو هدفه الرئيسي المعلن، وهو "انهيار حماس الكامل".
هدف غير واقعي
تحديد هدف "انهيار حماس الكامل" من قبل نتنياهو هو هدف لا يصمد أمام الواقع، وقد جرّ دولة إسرائيل إلى الحضيض الأكبر في تاريخها، بسبب تحديد هدف غير قابل للتحقيق نتيجة لعدم جاهزية الجيش. ما حرّك نتنياهو في هذا المسار هو البقاء السياسي والشخصي، وليس أمن الدولة.
الضغط العسكري لم يكن العامل الحاسم
ليس الضغط العسكري للجيش الإسرائيلي هو الذي دفع حماس إلى الصفقة الحالية، كما يدّعي محللون ومراسلون عسكريون أصبحوا بمثابة ناطقين باسم الجيش في وسائل الإعلام، حيث يمتزج المقدّس بالدنيوي في نظر الجمهور. الحديث يدور عن خيال لأشخاص تقودهم الإيديولوجيا والعاطفة، لا المنطق والعقل والحكم الرشيد.
تصريحات رئيس الأركان أيال زامير
كلنا نتذكر تصريحات أيال زامير عند تعيينه رئيسًا للأركان، حين وعد بحسم حماس وتحرير الأسرى عبر الضغط العسكري، في المكان الذي فشل فيه سلفه هرتسي هليفي. وكما ذُكر، فقد فشل في كل ما وعد به: لم تُحسم حماس، ولم يُحرر أي أسير بواسطة الضغط العسكري. بل على العكس، قُتل نحو سبعين مقاتلًا في عملية "مركبات جدعون"، وأُصيب الكثيرون.
القتال في غزة كان سيؤدي إلى كارثة
لو واصل الجيش الإسرائيلي الحرب في مدينة غزة، لما حُسمت حماس، بل لواصلنا فقدان العديد من المقاتلين، دون تحرير الأسرى، مع خطر مقتل الكثير منهم داخل الأنفاق. هذا ما قاله رئيس الأركان زامير في اجتماع الكابينت قبل بدء العملية في غزة.
استمرار القتال في غزة (لو لم يتدخّل ترامب) كان سيؤدي إلى انهيار العلاقات الدولية، بما في ذلك مع الدول العربية الموقّعة على اتفاقيات سلام، وكان سيؤدي إلى انهيار داخلي في مجالات عديدة داخل الدولة، وصولًا إلى نقطة اللاعودة.
تدخل ترامب في اللحظة الأخيرة
دخل ترامب إلى الصورة في اللحظة الأخيرة الممكنة. لو استمرت الحرب حسب نوايا نتنياهو، لكانت إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في وقت قصير.
لو أن ترامب تدخّل قبل تسعة أشهر، في يناير 2025، في الصفقة التي أفشلها نتنياهو، لكنا وفّرنا مئات القتلى من المقاتلين، آلاف الجرحى، وربما حياة بعض الأسرى. الصفقة كانت اتفاقًا لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى، تم توقيعه بين إسرائيل وحماس في يناير 2025، ودخل حيّز التنفيذ في 15 يناير.
هيكل الصفقة:
المرحلة أ – الدفعة الأولى (نُفّذت)
المرحلة ب – (لم تُنفّذ)
انهار الاتفاق بسبب عدم التوصل إلى تفاهمات حول الانتقال إلى المرحلة ب. اشترطت حماس التزامًا إسرائيليًا مسبقًا بإنهاء الحرب وانسحاب تام، وهو ما رفضه نتنياهو، مدّعيًا أن إسرائيل ستواصل القتال حتى تفكيك حماس من سلاحها وتحقيق أهداف الحرب.
النتيجة: فشل المفاوضات على المرحلة ب، واستؤنف القتال في غزة في مارس 2025.
التحديات بعد الحرب:
خاتمة:
الأضرار التي تسببت بها هذه الحرب تتطلب حكومة جديدة، غير ملوثة بكارثة غلاف غزة وإدارة الحرب، كي تتمكن من مواجهة هذه التحديات بنجاح.