الطرفان سيعلنان عن إنجاز – لكن المرحلة الثانية فقط ستحدد من المنتصر

N12

​​​​​​​
ترجمة حضارات  

عاموس يادلين وأودي أفنتال  

بدلاً من "نصر مطلق" غير قابل للتطبيق، حقق ترامب "نصرًا ذكيًا" يخدم مصالح إسرائيل ويجلب الإفراج المنشود عن الأسرى. الوضع الحالي يسمح لإسرائيل وحماس بتبني "سردية النصر" منذ الآن، لكن التحدي الحقيقي سيأتي في المرحلة الثانية: نزع سلاح حماس واستبدال حكمها. النجاح في هذه المهمة، بدعم دولي، هو ما سيحسم من الذي انتصر فعلاً في الحرب.

الرئيس دونالد ترامب ربما خاب أمله لعدم فوزه بجائزة نوبل للسلام، لكن هنا في البلاد، معظم المواطنين كانوا سيمنحونه جائزة "أمن إسرائيل". الاتفاق الذي تم التوقيع عليه ربما كان من الممكن تحقيقه قبل عدة أشهر، لكن في النهاية، كان الرئيس ترامب هو من أنجزه. لقد فهم أن الحرب تُلحق بإسرائيل ضررًا سياسيًا كبيرًا، وأن مصطلح "نصر مطلق" غير قابل للتطبيق في غزة. كما أدرك جيدًا المزاج الإسرائيلي – دعم ساحق من 80٪ من الشعب لعودة الأسرى.

من خلال فرض الاتفاق ووقف الحرب، أنهى ترامب طموحات حكومة إسرائيل في حرب أبدية، واحتلال، وضم، واستيطان، وكذلك الأفكار غير الواقعية لإقامة دولة فلسطينية في المدى المنظور؛ وفي الوقت نفسه، أفرغ الرياح من أشرعة المبادرات الأوروبية-العربية التي كان يمكن أن تُعرّض أمن إسرائيل القومي للخطر.

فرض ترامب الاتفاق على نتنياهو، وفي الوقت نفسه جنّد مصر وقطر وتركيا لممارسة ضغط شديد على حماس. بذكاء دبلوماسي يُذكّر بهنري كيسنجر بعد حرب يوم الغفران، صاغ رئيس الولايات المتحدة إطارًا غامضًا في العديد من بنوده، ويبدو أنه قدّم ضمانات ثنائية، وربما متناقضة، للطرفين. على أساس هذه الضبابية، يمكن لكليهما تبني "سردية نصر":

  • إسرائيل ستُبرز تحرير جميع الأسرى، وهزيمة حماس كتنظيم عسكري، وخطة دولية لتفكيك حكمها وقدراتها القتالية، والدمار الرادع في غزة.
  • أما حماس، فستزعم أنها صمدت لعامين أمام الجيش الأقوى في المنطقة وطردته من غزة، وأعادت أسرى فلسطينيين، وأرجعت القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال العالمي، وحصلت على ضمانات بأن إسرائيل لن تعود للحرب.

أحد الجوانب المهمة في الاتفاق الذي جلبه ترامب هو الرؤية التي تشمل ترتيبات عملية لـ"اليوم التالي" في غزة وبناء بديل لحماس – موضوع امتنعت حكومة إسرائيل، لأسباب سياسية، عن معالجته، وبدونه لن تكون هزيمة حماس كاملة.

ترامب فهم ما لم تفهمه الحكومة

الاتفاق الموقع يتضمن ثلاث مراحل. نحن في خضم المرحلة الأولى، التي يُنفذ جدولها الزمني بالساعات والخرائط والأرقام. التركيز على إعادة جميع الأسرى إلى إسرائيل (وإطلاق سراح القتلة من الجانب الآخر)، وعلى انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي وإعادة انتشارها في القطاع. محاولات حماس لزعزعة مخطط ترامب ذي النقاط العشرين رُفضت بحزم من قِبل فريقه، بدعم من المعسكر العربي-الإسلامي.

المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيدًا وطولًا (أشهر وربما سنوات؟)، وهي التي ستحدد من الذي يستطيع حقًا ترسيخ سردية النصر. هذه مرحلة مليئة بالتحديات، يجب فيها استكمال أهداف الحرب التي لم تتحقق بعد – نزع سلاح حماس واستبدال حكمها في القطاع. في هذه المرحلة ستكون هناك مشاركة من دول عربية، وسيرأس رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير جهازًا واسعًا، إلى جانب جهات من الأمم المتحدة وبالطبع الولايات المتحدة.

نزع السلاح هو ما سيحدد إذا كانت إسرائيل تستطيع إعلان النصر حقًا

ترامب، بمساعدة فريق حازم ومبدع، نجح في خلق جبهة عربية-فلسطينية تدعم تفكيك حماس من سلاحها، رغم أنه حتى اليوم لم يتطوع أي لاعب في الشرق الأوسط للتخلي عن قدراته العسكرية – من العراق وأفغانستان إلى سوريا ولبنان.

فشل في نزع سلاح حماس قد يمهد الطريق لتجدد قوتها تحت رعاية إدارة مؤقتة ضعيفة لكنها شرعية في غزة، ويسمح لها بإدارة القطاع من وراء الكواليس ("نموذج حزب الله").

هذا هو التحدي الذي سيتعين على إسرائيل منعه من خلال تنسيق عميق مع الجهات الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. هدف إسرائيل هو الاتفاق على المعايير وشروط نزع سلاح غزة، وقواعد استخدام القوة لإحباط أي تعاظم عسكري لحماس وتهديدات من القطاع، وخصائص وجود الجيش الإسرائيلي في محيطه. كل ذلك على أساس سياسة مختلفة تمامًا عن سياسة الاحتواء في العقد الذي سبق 7 أكتوبر، والتي لن تسمح، من بين أمور أخرى، لـ"سنوار نموذج 2025" أن ينمو – لا كقائد ولا كقائد عسكري يبني قدرة قتالية في القطاع.

المرحلة الثالثة تتناول "خلق مسار لدولة فلسطينية"، في مكان ما في المستقبل البعيد، مشروطة بنجاح المرحلة الثانية، مع التركيز على نزع سلاح حماس وإصلاحات شاملة في السلطة الفلسطينية.

كما هو متوقع، "نصر مطلق" لم يكن هنا، لكن في الظروف التي نشأت هناك إمكانية لـ"نصر ذكي". هذا بشكل خاص نتيجة الدعم العلني من العالم لتحرير الأسرى، ولنزع سلاح حماس، ولعدم إشراكها في أي حكم مستقبلي في غزة. إضافة إلى ذلك، في يد إسرائيل رافعة قوية لتحقيق هذه الأهداف، مذكورة في أحد بنود خطة ترامب: ربط إعادة إعمار غزة بنزع سلاحها، حتى لو تم ذلك تدريجيًا.

نهاية الحرب في غزة: فرصة للإصلاح الداخلي والإقليمي والدولي

في الخلاصة، نهاية الحرب في غزة هي بشرى حقيقية لشعب إسرائيل. عائلات جميع الأسرى ستتمكن أخيرًا من احتضان أحبائها أو دفنهم في إسرائيل، وسيكون بإمكانهم البدء، مثل الشعب كله، في عملية إعادة تأهيل طويلة وشاقة.

في الوقت ذاته، تحصل إسرائيل على فرصة للخروج من عزلة غير مسبوقة ومن فخ "السوبر-إسبرطة" الذي خلق تجاهها نفورًا دوليًا، وستتمكن من العودة إلى مكانة دولة متقدمة وشرعية وتشكل رصيدًا للمنطقة، ولأمريكا، وللعالم.

إقليميًا، سيتعين على إسرائيل التأكد من أن محور القوة، بما في ذلك في غزة، يبقى محور إسرائيل-الإمارات-السعودية إلى جانب دول السلام، الأردن ومصر، وليس محورًا سنيًا للإخوان المسلمين بقيادة تركيا وقطر، اللتين حصلتا على نقاط لدى ترامب في ضوء الضغط الذي مارستاه على حماس.

إنهاء الحرب يعطي إشارة لإصلاح داخلي في إسرائيل، لإعادة بناء وتجديد الجيش الإسرائيلي بعد عامين من حرب مكثفة على سبع جبهات. كما يفتح مجددًا نافذة فرصة لقلب الاتجاهات السياسية السلبية، واستئناف عمليات التطبيع، وتنظيم المعسكر المناهض لإيران في المنطقة، والخروج من العزلة الصعبة في العالم.

لن يكون ذلك سهلاً. الأضرار التي لحقت بإسرائيل كبيرة، وستتطلب قيادة جديدة، جريئة، مسؤولة وبعيدة النظر.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025