هل سيفعلها ترامب حقا ويطلق سراح مروان البرغوثي، ،

صحيفة هآرتس

هكذا سحق ترامب حلم "أرض إسرائيل الكاملة" لليمين. المرحلة التالية: إطلاق سراح البرغوثي
روجِل ألفِر


تصريح الرئيس دونالد ترامب بأنه يفكر بإصدار أمر لإسرائيل بإطلاق سراح مروان البرغوثي يُعدّ إذلالًا قاسيًا لنتنياهو، الذي كرّس حياته لإفشال قيام دولة فلسطينية. البرغوثي سيُستقبل في العالم كـ"نيلسون مانديلا". إطلاق سراحه سيخلق زخمًا لإقامة الدولة الفلسطينية، وهو زخم لن يتمكّن نتنياهو من وقفه. لا خوف من "يغئال عمير" جديد في أيامنا. العنف السياسي الداخلي في إسرائيل لن يستطيع أن يوقف قيام الدولة الفلسطينية، لأن القرار لن يُتخذ داخل إسرائيل. لا يوجد أي زعيم إسرائيلي سيقول لترامب ألّا يُطلق سراح مروان البرغوثي، أو يعلن عن ضمّ الضفة الغربية رغم أن ترامب يمنع ذلك.

ترامب يدفن هذه الأيام حلم "أرض إسرائيل الكاملة" لليمين الإسرائيلي. في السجن، بن غفير يُذلّ البرغوثي، بينما في العالم ترامب يُكرّمه ويُهين بن غفير. سنوار مات، لكن معه مات حلم "أرض إسرائيل الكاملة" كمشروع قابل للتحقيق. في المقابل، فكرة الدولة الفلسطينية عادت إلى الحياة. آلة السموم الإعلامية لليمين لن تؤثر على ترامب، وليس لليمين الإسرائيلي أدوات لمواجهته. في حركة ديالكتيكية مدهشة للتاريخ، تحوّل ترامب من مخلّص المَسِيحانية الإسرائيلية إلى مدمّرها.

خصوم نتنياهو البارزون – بينيت، آيزنكوت، ليبرمان، ولبيد – لا يمدّون يدًا للسلام مع الفلسطينيين. لا يدعون إلى إطلاق سراح البرغوثي حتى يمكن عقد سلام معه. إنهم يعارضون إقامة دولة فلسطينية، ويدعمون الضمّ. لا يوجد اليوم زعيم إسرائيلي مركزي مرتبط بالسلام كما كان رابين في زمانه. ترامب أغوى اليمين ليمجّده كقائدهم المعبود، ثم انقلب عليهم. واكتشفوا، بعد فوات الأوان، أن على رأسهم يقف عدوهم الأيديولوجي.

ترامب في الكنيست بعد وصول الأسرى الأحياء. إذا كان لا يزال لدى أحد شكّ فيمن هو صاحب القرار هنا، فالجواب الآن واضح تمامًا.

دفن حلم "أرض إسرائيل الكاملة" على يد ترامب سبب وجيه للاحتفال في الشوارع، ويُؤمَل أن يُطلق سراح البرغوثي. يا لها من مفارقة حلوة ومذهلة. لم تُعجب أي مجموعة في العالم بعنف ترامب وسلطويته أكثر من اليمين الإسرائيلي، وهي الآن الضحية المباشرة لذلك.

قال سموتريتش: "إذا قالت لنا السعودية ’تطبيع مقابل دولة فلسطينية‘، فشكرًا لا. استمروا في ركوب الجمال على الرمال في صحراء السعودية". إنه يُظهر السعودية كأنها غير ذات صلة بمستقبل الشرق الأوسط: قبيلة بدوية متخلّفة وجاهلة. لكن حين نستمع إلى ترامب، وفانس، وكوشنر، وويتكوف، وروبيو، نفهم أن اللحظة تقترب حين يصبح البرغوثي ذا صلة بمستقبل الشرق الأوسط، بينما سموتريتش لا. وتلك ستكون لحظة تغيّر للأفضل في البلاد، والمنطقة، والعالم.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025