بضغط من الوسطاء وخوفاً من مواجهة مع حماس: "الجيش الإسرائيلي انسحب من المنطقة التي تُجرى فيها عمليات البحث عن الجثث"

​​​​​​​واي نت 

رجال من وحدة "الظل" التابعة لحماس رافقوا طواقم الصليب الأحمر في عمليات البحث، التي تشير التقارير إلى أنها تهدف إلى العثور على جثة الجندي هدار غولدن – وقالت مصادر إن الجيش الإسرائيلي انسحب من هناك تحت ضغط الوسطاء. كما جرت عمليات بحث في خان يونس باستخدام معدات ثقيلة، ووفقاً للتقارير فإن الهدف هو العثور على جثة عميرام كوبر. وحتى اليوم لا يتوقع تسليم أي جثث، بينما تأمل إسرائيل بنتائج خلال 48 ساعة كما تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

اليوم هو الخامس على التوالي دون استعادة أي جثث من القتلى الأسرى: ما زالت 13 جثة في قطاع غزة رغم الاتفاق الموقّع مع حماس، وتقدّر إسرائيل أنه حتى هذا اليوم (الأحد) لن يتم تسليم جثامين.

عمليات البحث في رفح، التي يُعتقد أنها تهدف للعثور على غولدن، لم تُسفر بعد عن نتائج. رغم ذلك، في إسرائيل يأملون برؤية نتائج خلال 48 ساعة كما وعد ترامب.

مصادر مطلعة قالت إن الجيش الإسرائيلي انسحب من المنطقة التي تُجرى فيها عمليات البحث في أراضٍ تحت سيطرة إسرائيل، ما وراء الخط الأصفر، خوفاً من مواجهة مع عناصر حماس. هؤلاء العناصر من وحدة "الظل" رافقوا طواقم الصليب الأحمر في عمليات البحث عن الجثث.

في الوقت نفسه، شوهدت عمليات بحث في خان يونس بمساعدة آليات ثقيلة، في محاولة للعثور على جثة الأسير القتيل عميرام كوبر. وأكدت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل سمحت لعناصر حماس بالانضمام إلى فرق الصليب الأحمر والعمل في منطقة ما بعد "الخط الأصفر" – وهي منطقة تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي – بغرض البحث عن الجثث.

قناة الجزيرة وقناة العربي القطرية أفادتا أن فرق الصليب الأحمر وحماس تعمل في مدينة رفح، ومن المتوقع أن تعمل لاحقاً في مدينة غزة.

وبحسب الجزيرة، التقى عناصر حماس بطواقم الصليب الأحمر في منطقة المواصي برفح لتوجيههم نحو مكان وجود جثة هدار غولدن في حي تل السلطان بالمدينة. وذكرت القناة أن حماس سلّمت نقاط إحداثية وخرائط تحدد الموقع، وأن البحث يتركز حالياً في رفح. كما أُفيد بأن الآليات المصرية الثقيلة التي دخلت إلى غزة أمس تساعد في عمليات البحث عن الجثث في حي حمد شمال خان يونس.

كما أكدت مصادر سياسية أن إسرائيل سمحت لممثلي حماس بالدخول إلى ما وراء الخط الأصفر. وفي إيجاز للصحافة الأجنبية، أفيد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على دخول فريق مصري للمساعدة في تحديد مواقع الجثث، وأن فرق الصليب الأحمر والمصريين سُمح لها بعبور الخط الأصفر. وجاء في الإيجاز:

> "إسرائيل ستحافظ على السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة".

في الوقت نفسه، وبينما لا تزال 13 جثة محتجزة في غزة، تصرّ إسرائيل على أن حماس يمكنها إعادة ثماني جثث فوراً، وتأمل أن يحدث اختراق في القضية اليوم بعد خمسة أيام من الجمود.

عائلات القتلى المحتجزين التي تحدثت مع مسؤولين أمريكيين قالت إنهم يفهمون أن "حماس تراوغ ويمكنها إعادة الجثث، لكن إسرائيل لا تمارس ضغطاً كافياً".

أحد أهالي القتلى أضاف:

> "إسرائيل بدأت تبرر بقاء الجثث في غزة بالقول إن حماس قد تعرف مكان ثمانية فقط ولا تعرف عن خمسة، وهذا يقلقنا جداً. إسرائيل أخطأت كثيراً في إدارة المفاوضات. كان يجب ربط إطلاق الأسرى الفلسطينيين بإعادة جميع الجثث، لكن الآن حماس تخدعنا – وإسرائيل تمهّد الأرض ليتكرر سيناريو رون أراد. هذا يسلب النوم من أعيننا".

في ظل المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي ترامب والفيتو الأمريكي، لا يُتوقع أن تتخذ إسرائيل إجراءات عقابية ضد حماس سوى في موضوع معبر رفح. ومع ذلك، ترى إسرائيل أن هناك جهوداً لتحرير مزيد من الجثث، بما في ذلك دخول الفريق المصري إلى غزة أمس.

كما صرّح القيادي في حماس خليل الحية أمس أن الحركة ستبدأ بالبحث عن الجثث في "مناطق جديدة"، وهو ما يحدث فعلاً اليوم.

عدم تسليم الجثث يؤخّر تنفيذ بقية بنود الاتفاق والانتقال إلى المرحلة الثانية. أما الإنذار الذي حدده ترامب قائلاً إنه "يراقب ما سيحدث خلال 48 ساعة"، فيعكس اقتناع واشنطن برواية إسرائيل بأن حماس تكذب بشأن أماكن الجثث وتماطل لتأخير لحظة نزع سلاحها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025