إسرائيل ستذهب حتى النهاية: أردوغان يريد “الجوهرة في التاج”

صحيفة معاريف 
إلي ليئون، آنا برسكي 

يقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال قوات للإشراف على قطاع غزة وإعادة إعماره، لكن إسرائيل تخشى أن هدفه الحقيقي هو تعزيز حماس لا تفكيكها. ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين إسرائيليين يخشون أن يكون تدخل تركيا وسيلة لإنقاذ الحركة من الانهيار.

الوزير الإسرائيلي عمحاي شيكلي صرّح:

 “تركيا تدعم حماس، المعادلة بسيطة جداً.”

الخشية الإسرائيلية تتغذى من حادثة أسطول مرمرة عام 2010 التي قُتل فيها تسعة ناشطين أتراك، ومن احتمال وقوع احتكاكات ميدانية بين الجنود الإسرائيليين والقوات التركية، كما حذّرت غاليا ليندنشتراوس من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب. ويرى خبراء أن دوافع أنقرة سياسية واقتصادية، إذ يسعى أردوغان لترسيخ مكانته داخلياً ودولياً، ومنح شركات البناء التركية دوراً في إعادة الإعمار.

الرفض الإسرائيلي نابع أيضاً من أن أردوغان خلال الحرب هاجم إسرائيل بشدة، ووصفها بأنها ترتكب “إبادة جماعية”، وشبّه بنيامين نتنياهو بـ“هتلر”، كما قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية. وبالنسبة لأنقرة، فإن حماس تمثل جزءاً من تيار الإخوان المسلمين الذي تتماهى معه.

ردّت وزارة الخارجية الإسرائيلية بغضب على عرض فني نُصب في مدينة طرابزون التركية يظهر دمية لنتنياهو معلقة ومكتوب بجانبها “عقوبة الإعدام لنتنياهو”، واتهمت أكاديمياً تركياً بتنظيم المعرض بدعم من شركة حكومية، بينما لم تصدر السلطات التركية أي إدانة.

كما دعا أردوغان الأسبوع الماضي إلى فرض حظر سلاح على إسرائيل وفرض عقوبات عليها بزعم خرقها اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب نيويورك تايمز، أعلن أردوغان أن تركيا ستشرف بدقة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وستشارك في فرضه وإعادة الإعمار، بما في ذلك تقديم المساعدات، وتسيير دوريات أمنية، ومراقبة الحدود. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده ساعدت فعلاً في مراقبة وقف إطلاق النار الأولي، وأبدى مسؤولون أتراك استعدادهم لتسخير خبراتهم من “بعثات سلام” سابقة.

خلاصة:
أنقرة تريد أن تجعل من إعادة إعمار غزة “الجوهرة في تاج أردوغان”، بينما ترى تل أبيب في المبادرة فخاً لتعزيز نفوذ الإخوان المسلمين عبر حماس تحت غطاء إنساني. لذا ترفض إسرائيل أي دور تركي مباشر في القطاع وتصر على أن تكون السيطرة الأمنية بيدها وحدها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025