تطور خطير في جنوب لبنان: قوات عسكرية أجنبية تسقط طائرة إسرائيلية

معاريف
وكالات
​​​​​​​
أسقط جنود فرنسيون من اليونيفيل طائرة إسرائيلية مسيرة اقتربت منهم وألقت عليهم قنبلة يدوية في قرية قلعة بجنوب لبنان. وأدانت فرنسا والأمم المتحدة "العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان".

كشف مصدر دبلوماسي لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية هذا الأسبوع أن "قرار إسقاط الطائرة الإسرائيلية المسيرة في جنوب لبنان قرار فرنسي". وأعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في بيان رسمي يوم الأحد أن "طائرة إسرائيلية مسيّرة حلقت فوق إحدى دورياتها بشكل عدواني، وأن جنود القوة الدولية اتخذوا الإجراءات الدفاعية اللازمة لإبطال مفعولها".وقعت الحادثة في قرية كيلا ، عندما اقتربت طائرة إسرائيلية مسيرة من دورية تابعة لقوات الأمم المتحدة وألقت قنبلة يدوية، وبعد لحظات أطلقت دبابة إسرائيلية النار على الجنود الدوليين، وفقًا لتقرير اليونيفيل. كان الجنود المتورطون في الحادث فرنسيين. وهذه حالة نادرة للغاية يُسقط فيها جنود الأمم المتحدة طائرة إسرائيلية مسيرة.
وفي حين صرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن "التحقيق الأولي يشير إلى أن قوات الأمم المتحدة أطلقت النار عمدا على الطائرة بدون طيار وأسقطتها"، أدان مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفرنسا أمس "العدوان الإسرائيلي في جنوب لبنان".صرّح دبلوماسيٌّ مُتابعٌ للموضوع لصحيفة "لوفيغارو" بأنّ "قوة الأمم المتحدة تلقّت أوامرَ باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة سلوكياتٍ تُعدّ، في أحسن الأحوال، غير مسؤولة، وفي أسوأها عدوانيةً صريحة". وأشار إلى إصابة جنديٍّ إندونيسيّ بشظية قنبلةٍ يدويةٍ أُلقيت من طائرةٍ إسرائيليةٍ مُسيّرةٍ قبل فترة، وقُتل جنديّان لبنانيّان في أغسطس/آب أثناء تصدّيهما لحادثٍ تتعلّق بطائرةٍ إسرائيليةٍ مُسيّرة.
خلال الصيف، واجه جنود فرنسيون من الأمم المتحدة طائرة إسرائيلية مسيرة على ارتفاع حوالي 25 مترًا فوقهم أثناء دورية، مما أثار حالة من الذعر وأجبر الجنود على العودة إلى مركباتهم المدرعة، دون معرفة ما إذا كانت الطائرة مسلحة أم لا. وأضافت وزارة الدفاع في باريس: "لا يمكن لأي جيش أن يقبل التعرض لهجوم بهذه الطريقة"، مشيرةً إلى أن ما بين 10 و20 طائرة إسرائيلية مسيرة تحلق يوميًا فوق جنوب لبنان.

للتذكير، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تم التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله، بعد أشهر من القصف على جنوب لبنان وبيروت، عقب اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله، حسن نصر الله ، وتفكيك الجهاز العسكري للمنظمة الإرهابية الشيعية الموالية لإيران. ومنذ ذلك الحين، أقام جيش الدفاع الإسرائيلي خمسة مواقع عسكرية في الأراضي اللبنانية على طول الحدود.بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة، تعهد حزب الله بنزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، لكن في ظل تقديرات بأن التنظيم الإرهابي يعيد تنظيم صفوفه، تُضاعف إسرائيل هجماتها وتُكثّف تحليق طائراتها المسيّرة. حتى أن إحداها سقطت على المقر الرئيسي لقوات الأمم المتحدة في الناقورة خلال الصيف، كما كشفت صحيفة "لوفيغارو" منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
في باريس، يُذكر أن قوة الأمم المتحدة تُحذر إسرائيل منذ زمن طويل. ووُجِّهت عدة رسائل إلى تل أبيب تُفيد بأنه لا يُمكنها الاستمرار في هذا السلوك غير المهني، مُرتكبةً أعمالاً عدوانية ومُقلقة تُخيف السكان أيضاً، ولم تُواجهها قوة الأمم المتحدة بحزم حتى الآن، لكن هذا الوضع أصبح لا يُطاق وخطيراً.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025