حماس تعيد تنظيم الشارع الغزي وتفرض الرقابة على الأسعار لمنع الاحتكار...

قناة 12

إغلاق محلات الشاورما، إخلاء الخيام، وتحذير للعناصر: هكذا تبدو سيطرة حماس على القطاع

قررت أجهزة الحركة منع افتتاح مطاعم تقدم الشاورما – بزعم أنها تحتكر الدجاج. كما أوقفت حماس تجار غاز في السوق السوداء، في محاولة لإظهار من هو صاحب السلطة. الحركة حذرت عناصرها من تراخٍ أمني: "العدو يحاول توسيع نطاق الاختراق عبر وسائل تكنولوجية وفي الميدان". بالتوازي – وفد من حماس زار تركيا وسلم وثيقة عن "الانتهاكات الإسرائيلية".

الشارع في غزة يعود مجدداً ليتزين برموز حكم حماس، تحت غطاء "الحفاظ على النظام". أعلنت أجهزة الحركة حظر افتتاح محلات الشاورما بحجة احتكار الدجاج، وبدأت بإخلاء الخيام على شارع صلاح الدين، واعتقال تجار في السوق السوداء تحت شعار "الرقابة على الأسعار". خلف هذه الحملة يقف جهد لاستعادة السيطرة، وإظهار القوة، وتذكير السكان بمن "صاحب البيت" في القطاع.

بعد عامين من الحرب، تحاول حماس إظهار صورة الانضباط، لكنها عملياً – وفق النص – هي التي تخلق حالة الفوضى وتديرها. تحت غطاء "الحفاظ على النظام العام"، أعلنت أجهزة الحركة أمس عن إغلاق محلات الشاورما في القطاع – خطوة تعكس سعي الحركة للتحكم في كل تفاصيل الحياة اليومية تحت حكمها.

نشرت قنوات مقربة من حماس بياناً باسم "وحدة السهم"، جاء فيه أنه تقرر العمل "بقوة" ضد تجار السوق السوداء. وبحسب البيان، ستُغلق فوراً كل نقاط بيع الغاز غير الرسمية، وسيُعتقل ويُحقق مع كل من يشارك في البيع أو التسعير بما يتجاوز السعر الرسمي. كما قيل إنه تقرر "فرض رقابة مشددة" على محطات الغاز القانونية لمنع التسرب أو نشوء احتكار جديد. وأضاف البيان أن الهدف "القضاء على جشع التجار وضمان توفير الغاز بالسعر الرسمي لكافة المواطنين" – خطوة أخرى تعكس سعي حماس لتقديم نفسها كمن يعيد السيطرة إلى الشارع.

بالتوازي، وزعت أجهزة أمن حماس تحذيراً غير اعتيادي لعناصرها، جاء فيه أن إسرائيل تستغل وقف إطلاق النار لجمع معلومات استخباراتية والتسلل إلى صفوف الحركة. وجاء في التحذير: "العدو يحاول توسيع نطاق الاختراق عبر وسائل تكنولوجية وفي الميدان، مستغلاً التأقلم مع الهدوء والاستخدام غير المنضبط للهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي". وزعمت حماس أيضاً أن محاولات رُصِدت ميدانياً لاستخراج معلومات عن عناصر الحركة عبر طائرات مسيّرة ووسائل تنصت، إضافة إلى انتحال صفة جهات إغاثة.

إلى جانب تعزيز نشاطها في القطاع، تواصل حماس إدارة جبهة سياسية خارجية بدعم تركي. فقد التقى وفد من الحركة برئاسة خليل الحية في إسطنبول بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وسلمه وثيقة مفصلة قالت الحركة إنها تتضمن "الانتهاكات الإسرائيلية".

توقيت اللقاء بين وزير الخارجية التركي وقيادة حماس ليس مصادفة. يأتي عشية اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية الذي ستستضيفه إسطنبول غداً، وسيبحث المرحلة المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة. اللقاء يأتي أيضاً بعد اجتماع لقادة الدول مع دونالد ترامب على هامش اجتماعات الأمم المتحدة الشهر الماضي – ما يشير إلى تعاظم دور تركيا الدبلوماسي حول القطاع، ومساعيها لترسيخ نفسها كوسيط مركزي بين الأطراف.

وفي جلسة الحكومة اليوم، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن المواجهة مع حماس: "نزع سلاح حماس وتجريد قطاع غزة من السلاح هو المبدأ الذي نؤمن به، والمتفق عليه بيني وبين الرئيس ترامب، وهكذا نعمل وفق خطة واضحة. وبالطبع إذا لم يتم ذلك بالطريقة الأولى، فسيتم بالطريقة الثانية، والجميع يعرف ما هي الطريقة الثانية ومن سينفذها".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025