هدار مقابل محاصري الأنفاق؟؟

يديعوت أحرونوت

يوسي يهوشع

ترجمة حضارات


أعلن رئيس الأركان، المقدم إيال زامير، مساء اليوم (الثلاثاء)، استعداده للنظر في إطلاق سراح حوالي 200 "إرهابي" عالقين في رفح، مقابل إطلاق سراح الرهينة هدار غولدين، المختطف في قطاع غزة منذ عام 2014. يتواجد مقاتلي حماس في منطقة تحت الأرض خلف الخط الأصفر، في الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وهم موجودون هناك منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، وبالتالي فهم عالقون هناك، وهدد بأنه في حال عدم موافقة حماس على أي "صفقة"، فلن يتم إطلاق سراح أي "إرهابي" حي دون الرهينة المختطف.

أكد مصدران سياسيان لموقع Ynet أمس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس السماح لمقاتلي حماس بالمرور، ولاحقًا، صرّح مصدر سياسي باسم رئيس الوزراء بأن هذا لن يحدث، وقد سعى نتنياهو إلى ذلك رغبةً منه في إعادة المدنيين المختطفين وتعزيز تواجد الجيش  على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر، لكن القرار لم يُتخذ بعد، وفقًا لثلاثة مصادر سياسية.

أثار إعلان نتنياهو أمس عن تفكيره في هذه الخطوة غضب بعض وزراء الحكومة، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير، وكذلك عائلة المرحوم إيفي فيلدباوم ، الذي قُتل الأسبوع الماضي في رفح، وكتب وزير المالية: "هذا جنونٌ مُطلق، يا سيادة رئيس الوزراء. كفّ عن ذلك".

بعد ذلك، تراجع نتنياهو عن موقفه، وأعلن مكتبه أن "رئيس الوزراء لم يُفكّر في السماح "للإرهابيين" بالعبور، وهو يُصرّ على تطبيق المخطط كما قال"، في الوقت نفسه، نفى المكتب وجود أي "صفقة" مع حماس لإطلاق سراح "إرهابيين" مقابل عودة المزيد من الجثامين.

إن حوالي 200 عنصر "محاصرين" في منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في حي الجنينة برفح، والذين تسعى حماس لإطلاق سراحهم على الجانب الفلسطيني من الخط الأصفر، ليسوا سوى جزء ضئيل من مئات الآلاف من السكان والمقاتلين، المتبقين بين الحدود مع إسرائيل وخط الانسحاب في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ويحاول الجيش استغلال الفرصة السانحة لتدمير الأنفاق في هذه المنطقة الواسعة، مع أن مثل هذه العمليات قد تؤدي أحيانًا إلى اشتباكات دامية.

في إسرائيل، سُمح للمنظمة "الإرهابية" مؤخرًا بإجراء عمليات تفتيش على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر، برفقة أفراد من الصليب الأحمر.

في اليوم السابق، أعادت حماس إلى إسرائيل ثلاثة جنود مختطفين: المقدم عساف حامي، والنقيب عمر ناوترة، والرقيب عوز دانيال، وقد اختطف عناصر حماس الثلاثة خلال عطلة نهاية الأسبوع من الجزء الشرقي من خان يونس، وهي منطقة قريبة من الحدود وموازية للقطاع الذي قُتلوا وخُطفوا فيه في أحداث 7 أكتوبر.

في جيب "بني سهيلة"، أحد ضواحي خان يونس، وفي جيوب أخرى على جانب الجيش  الإسرائيلي من الخط الأصفر، يتمركز عشرات، وأحيانًا العديد، من عناصر حماس، يُضافون إلى المئتين في جيب رفح، أوصى رئيس الأركان زامير القيادة السياسية بالقضاء عليهم جميعًا، ومواصلة البحث عن أنفاق  في هذين الموقعين.

لكن في جيب رفح، سنحت فرصة: وافقت حماس على بذل جهد للعثور على المزيد من الضحايا مقابل إطلاق سراح 200 من عناصرها سالمين هناك، على الجانب الغزي من الخط الأصفر، لذلك، نظر نتنياهو إلى العرض بعين الرضا، ولكن في ضوء الانتقادات والتهديدات من داخل حكومته، تراجع مؤقتًا.  

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حماس في نهاية المطاف لن تعرف مكان الجميع، ولكن على أي حال فإن السماح للمنظمة "الإرهابية" بالبحث والعثور على القتلى سيكون أسرع مما لو قامت قوات الجيش بذلك، وذلك بسبب التفاصيل الدقيقة للمعلومات التي تمتلكها حماس فيما يتعلق بالأماكن التي دفن فيها القتلى بين مدن الأنقاض.

إذا وصلت إسرائيل وحماس إلى حدٍّ تُعلن فيه الأخيرة أنها لم تعد تملك معلومات عن مواقع القتلى، لأسبابٍ منها مقتل حراسها في القتال الطويل، فسيتم عقد تقييمٍ خاصٍّ للوضع على رأس الهرم الأمني والسياسي لاتخاذ قرارٍ بشأن ما يجب فعله.

وصرح مسؤولٌ أمنيٌّ كبيرٌ: "في مثل هذه الحالة، سنعرفُ حقًّا ما إذا كانت حماس تعلمُ أم تكذبُ بشأن مواقع القتلى، ولكن سيناريو عدم إعادة جميع القتلى يبقى واردًا".

وتُقدّر المؤسسة الأمنية حاليًا أن حماس تعلمُ أماكن 3-4 من آخر 8 قتلى سقطوا في قطاع غزة.

في غضون ذلك، أعلن المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) مساء اليوم، تسليم نعش رهينة مفقود إلى الصليب الأحمر في نقطة التقاء شمال قطاع غزة.

وأفاد مكتب رئيس الوزراء لاحقًا أن النعش سُلِّم إلى قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في القطاع، وهو في طريقه إلى إسرائيل، حيث سيُنقل إلى المركز الوطني للطب الشرعي للتعرف عليه.

وفي وقت سابق، أعلنت حماس أنها عثرت على رهينة مفقود آخر خلال عمليات بحث، أجرتها على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر في حي الشجاعية بمدينة غزة.

وتؤكد "حماس" أنها تواجه صعوبة في تحديد مكان جميع الرهائن المتبقين، وفي بيانها اليوم قالت: إن "إدخال المعدات الهندسية وفرق الصليب الأحمر المرافقة لأعضاء حماس خلال عمليات البحث، ساهم في تسريع عملية استعادة الرهائن".

أصدرت عائلات بعض الجثث الثمانية المتبقين في قطاع غزة بيانات أمس في ختام اجتماع عقدته مع منسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش.

وقالت أيليت غولدين، شقيقة هدار غولدين: "التقينا بغال هيرش وشرحنا له أننا نطالب رئيس الوزراء بأن ينظر إلينا في أعيننا، وأن يلتقي بنا نحن العائلات، وألا يرفض لقائنا".

وأضافت: "لقد توسّلنا لعقد لقاء منذ ثلاثة أسابيع. نريد أن نواجهه، ونريد أن نعرف أن رئيس وزراء إسرائيل يرى أن من حقه إعادة جميع المختطفين، حتى آخر واحد. نريد أن نعرف، ونعلن لشعب إسرائيل أن ذلك ممكن".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025