*بقلم : د مروان ابوراس " أبو عاصم "*
*عضو المجلس التشريعي الفلسطيني*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ( مريم-98 )*
*بنيامين فرانكلين هو أول من أسس الصحف الأمريكية والمكتبات العامة ، وشارك في كتابة الدستور الأمريكي ، وأحد الثلاثة الذين شاركوا في كتابة إعلان الاستقلال . طالب بإلغاء العبودية والتمييز العنصري ، جميع تصريحاته كانت معادية للصهيونية واليهود ككل ، وحذّر الأمريكان من أكبر خطر يهددهم ، وهم اليهود ..!!*
*طالب بالتخلص من اليهود بإخراجهم من أمريكا ، حذّر الأمريكان من أن اليهود ما كانوا في بلدٍ إلا أفسدوه وتآمروا عليه ..!!*
*يُعتبر من أهم الشخصيات الأمريكية المؤسسة للدولة ، ولذلك وُضعت صورته على العملة الأمريكية فئة المئة دولار.*
*هذا الرجل المؤسس قرع ناقوس الخطر لدولةٍ وليدة في ذلك الوقت ، وحذّرها من أخطر ما يهدد كيانها ووجودها واستقرارها وبقاءه ، حيث كان يعلم أن هؤلاء ما دخلوا بلداً إلا أفسدوه ، وجعلوا أعزّة أهله أذلّة ...!!*
*ولم يعيشوا في بلدٍ إلا تعاملوا مع أهله على أنهم عبيد ، وهم السادة ، الحق معهم في كل الأحوال ،.!!*
*معصومون من الخطايا ، يجب أن تكون لهم الدنيا والناس في خدمتهم ، وحتى لو خدموهم فهذا واجبهم ، فلا فضل لهم ولا شكر يستحقون ، فلا يجب على السادة شكر العبيد .!!*
*علم فرانكلين أن هؤلاء شياطين تمشي على الأرض في صورة بشر ..!!*
*لم تنظر الدولة الوليدة في ذلك الوقت إلى كلامه وتحذيره ، نظرة المنذَر من خطرٍ داهمٍ مهدد ، وبقي هؤلاء يعيثون في مالها وأمنها،. وجميع مقوماتها ومقدراتها .*
*حتى جاء الاستعمار إلى المنطقة العربية ، وجاس فيها بكل قوة ، وقسمها شعوباً وعشائر ، ونصّب من أراد ، وخلع من أراد ، وبطش بمن خالف . وأراد أن يحقق رؤية بنيامين من قبل، حيث الجرثومة البشرية متغلغلة في أعماق جسده ..!!*
*وبذريعة " المحرقة "، وبدلاً من أن يُنصفهم على حسابه، أعطاهم قطعة من الأرض ليست له ، وزرع هذه الجمرة الخبيثة في قلب الأمة .*
*وبسطوع نجم أمريكا وتحول الزمان ، انخرطت أمريكا في غياهب الظلم الطاغي، ووجّهت كل قدراتها لدعمهم ، ظنّاً من قياداتها المتعاقبة أنها تحقق نبوءة فرانكلين ، حتى أصبحت هي بذاتها جزءاً من الكابوس ذاته الذي جثم على صدر شعبٍ مشرّد، على أيدي إخوة الدم والعقيدة، ووحدة الظلم وقهر الشعوب من القوى الأوروبية في ذلك الوقت .*
*عقودٌ مرت والدعم لا يزال يضخ بكل قوة إلى دولةٍ اغتصبت الأرض واعتدت على الحرمات جميعها، علاوةً على الدعم السياسي غير المحدود .*
*وجاء " الطوفان " بكل تفاصيله محلياً وإقليمياً دولياً ، وظهر الوجه القبيح لمن ينعمون بضرائب الشعب الأمريكي . وتحركت البوارج والقاذفات وناقلات الجند، واستيقظت أمريكا على خطرٍ داهمٍ وجوديٍّ لدولةٍ مصطنعة تتخذ من الغرب دعامات للبقاء، وإلا ستسقط... وستسقط حتماً بإذن الله ..*
*جاء الطوفان وبلغ هديره جميع شوارع وأبراج وجامعات أمريكا ، بل وجميع المرافق الحكومية الأهلية ، وشارك الشباب الأمريكي شباب العالم في السخط والغضب على الجرائم التي ترتكبها ربيبة أمريكا المدللة . وازداد السخط، وزاد مداه، وأصبح أغلبية واضحة للعيان .*
*وفي خضم هذا الغضب العارم ، برز ناقوس خطرٍ جديد يعيش بين الشباب الغاضب ، ثائراً مع الثوار ضد الظلم والإجرام الصهيوني الأمريكي الغربي . وكلما غضب أكثر، أحبه الشباب الأمريكي أكثر.. !!*
*كره الصهاينة المجرمين ، وأعلن رفضه للدعم بجميع أشكاله لهم.*
*زهران مداني مسلم مهاجر غير ملتزم ، لا يُتَّهَم الإرهاب ، ولا علاقة له بالجماعات المجاهدة ، أعلنها اشتراكية ديمقراطية ، يخاطب الأمريكي حسب ثقافته وحسب عقليته ....*
*جاء ممداني يقرع ناقوس الخطر من جديد ، يحذر من التماهي مع المشروع الصهيوني القائم على الجرائم بأنواعها، التي رآها كل الناس في جميع بقاع الأرض ، إلا أصحاب القرار في واشنطن ولندن وباريس وما شاكلها ...!!*
*استطاع أن يصل إلى قلب الشباب الأمريكي الرافض لكل أشكال الدعم لهذه الدولة اللقيطة القائمة على سرقة الأرض ومقدراتها وقتل أصحابها ..!!*
*أعلم أن الدول العظمى لا تتعلم من أخطائها ، وتظن أن قوتها ستعصمها من العقاب، وما علموا أن الله أهلك من هم أشد منهم قوة وأكثر جمعاً .*
*وتأكيداً على كل ما ذكرنا ، يفوز ممداني في إدارة أكبر مدينة أمريكية ، وتُعتبر عاصمة اليهود في العالم ، حيث إن عُشر سكانها يهود .*
*وأغرب من كل غريب أن عدداً كبيراً من شبابهم قد انتخبوه..!!*
*إذن ، المعادلة أصبحت واضحة :*
*أصبح الصهاينة مبغوضين مكروهين حتى من بني جلدتهم من الساميين الخُلّص ..!!!*
*ناقوس خطرٍ جديد :*
*أمريكا تخسر في كل يوم ، وستبقى تخسر الكثير طالما أغلقت أعينها عن الوجه القبيح المجرم ، وأصمت آذانها عن صيحات الثكالى والجوع ، وصراخ من أصبحت بيوتهم لهم مقابر ..!!*
*وحسبنا الله ونعم الوكيل .*
*—————————-———*