شو بن غفير: قريبًا سنلتقي في التاسعة في الساحة لمشاهدة إعدامات “المخربين”

غدعون ليفي

صحيفة هآرتس

ترجمة حضارات

قريبًا سنلتقي في التاسعة في الساحة. ستمتلئ بالناس، أكثر من “مظاهرة المليون”، لم يُحدَّد الموعد ولا المكان بعد، وكذلك لم تُحسَم تفاصيل الإخراج ولا هوية المنفّذين، لكن من المضمون أن تتكفّل الحكومة والكنيست بإنجاز ذلك سريعًا.

صحيح أنّ رئيس اللجنة للأمن القومي ذي الميول الليبرالية، تسفي فوغل، قرّر أن تُنفَّذ الإعدامات بواسطة حقن بالسم، لكن يمكن الاعتماد على إيتمار بن غفير ألا يُفوّت الإمكانات الانتخابية الهائلة الكامنة في مشروع القانون هذا، فستُنقل الإعدامات من طرف إبرة إلى مشانق تُنصب في ساحة المدينة، الإسرائيليون بعضهم، لا جميعهم، سيحبون بن غفير، كثيرون منهم سيسرّهم الحضور إلى الساحة عند التاسعة، وستتفاجأون من عددهم.

في هذه الأثناء نشر مراسل القناة 14، موتي كاسْتِل، في “سبق صحافي أول”، أنّ وفدًا إسرائيليًا سيغادر قريبًا إلى دول مطبَّق فيها حكم الإعدام، من أجل دراسة أساليب التنفيذ، لم يُقرَّ بعد تركيب الوفد، لكن يمكن الافتراض أنه سيضم جزّارين معتمدين من المسالخ، حاخامات سيتولّون الجانب الديني، “نشطاء” سياسيين، عملاء من الشاباك الذي أعلن قائده الجديد أنه يؤيّد المشانق، وقنّاصة من الجيش وطيّاري سلاح الجو ممن تخصّصوا في الإعدامات الجماعية.

يمكن البدء بسوريا، في 18 أيار 1965 شُنِق الجاسوس إيلي كوهين في ساحة المرجة في دمشق، وبقي جثمانه معلَّقًا يتمايل في الهواء مدة نحو ست ساعات، كي يتيحوا للجمهور الغفير المرور أمام المشنقة، عندما يُعلَّق هنا “مخربون” فلسطينيون “كل من يقتل يهوديًا فقط لكونه يهوديًا، بما في ذلك المخطِّط أو مَن يرسله”، لن تكفي ست ساعات كي تتزاحم الجماهير على المشنقة، سيستغرق الأمر ما يستغرق، المهم أن يرى شعب إسرائيل المشاهد ويستمتع، الآباء سيجلبون أبناءهم، والأجداد أحفادهم، والمستوطنون سيعلنون وقفًا مؤقّتًا للمذابح كي يتمكنوا من الحضور هم أيضًا، لن يفوّتوا لحظات من انتصاب القامة والفخر الإسرائيلي، هل في هذا الوصف مبالغة؟ ليس مؤكدًا.

إذا لم يعجب نموذج إيلي كوهين أعضاءَ الوفد، فبإمكانهم مواصلة الجولة، للأسف لم يتبقَّ سوى 23 دولة ما زالت تطبّق الإعدام، في إيران يُنفّذ ذلك أساسًا شنقًا، لكن سيصعب على الوفد مشاهدة واحدة من تلك العمليات، حتى مكالمة استشارة عبر “زوم” مع الجلادين الإيرانيين لن تكون ممكنة، في السعودية تُقطَع الرؤوس بالسيف، لكن ما دامت لم تنضم إلى اتفاقات أبراهام فستبرز صعوبات أيضًا معها، الصين مرشّحة جيدة، لكن ربما لن ينظر دونالد ترامب إلى ذلك بعين الرضا، كوريا الشمالية منغلقة، باكستان وبنغلادش عدائيتان، وفي اليمن سُجّلت بالفعل زيادة ملحوظة في 2024، لكنها هي الأخرى غير ودّية، يمكن ربما المحاولة في الصومال، وبالطبع يمكن التوجّه إلى قائدة “العالم الحر”. الولايات المتحدة انتقلت في السنوات الأخيرة من الكرسي الكهربائي إلى طريقة فوغل، أي الحقنة القاتلة، لكن تجربتها تضاءلت إلى 19 حالة إعدام في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، رقم مثير للشفقة قياسًا بما تخطط له إسرائيل، وهي هناك لا تكتفي فقط بقتلة البيض، كما سيكون الحال في إسرائيل. لذلك لا شيء يُذكر يمكن تعلّمه من تجربتها.

في أميركا تُمنَح أيضًا (بشكل “فاضح”) حق الاستئناف، وهناك محكومون بالإعدام يمضون سنوات في جناح الإعدام، عندنا، أتباع فوغل لن يسمحوا بهذا. شهوة الانتقام وعطش الدم قويّان جدًا، وسيجب إشباعهما خلال 90 يومًا كحدّ أقصى، بناءً عليه، أميركا مترددة أكثر مما ينبغي بالنسبة إلينا، فمشروع القانون ينصّ على أنه لن يكون هناك حق استئناف، ولا حاجة لقرار بالإجماع في المحكمة العسكرية، منارة “العدالة” الإسرائيلية.

حقنة الموت هذه للضعفاء، يا فوغل، فهي لا تُنفَّذ أمام جمهور غفير، بن غفير وليمور سون هر–مِلخ لن يعجبهما ذلك. المشنقة واجب. يمكن تجميع معظم الإعدامات في يوم الاستقلال، ربما في ذروة مراسم إضاءة المشاعل، ويمكن أيضًا إبقاء بعضها لعيد البوريم، العيد الكبير لليهود. سيُحدث الجمهور ضجيجًا بـ“الرشّاشات” (أدوات الضجيج) رش رش رش، عندما يلفظ العربي القذر أنفاسه الأخيرة، وستعود إسرائيل لتكون عظيمة من جديد؛ هناك ما يُنتظَر.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025