"تنظيم السلاح من جديد – لا نزعه": خطة حماس للحفاظ على قوتها في المرحلة التالية

واي نت 

ترجمة حضارات 

وصل وفد من الحركة إلى القاهرة لدفع المرحلة التالية من الصفقة – وهي المرحلة التي تحاول حماس حالياً تأخيرها. مصادر في الحركة قالت لـ ynet إنه لا توجد معارضة لفكرة "تنظيم السلاح" بدلاً من نزعه. وفق تصورهم، ستتسلم السلطة الفلسطينية السلاح ليُحفظ تحت رعاية دولية. أما المسلح الذي أطلق النار باتجاه الجيش الإسرائيلي في القطاع؟ فقد وصفوه بأنه "تاجر هواتف فقد بضاعته".

خلفية وقف إطلاق النار

دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ قبل نحو شهر ونصف. ومنذ ذلك الحين، تعمل حماس على إعادة ترسيخ حكمها. وتقدّر إسرائيل أن هذا أيضاً أحد أسباب تأخر الحركة في تسليم جثامين الأسرى المحتجزة – بهدف تأجيل تطبيق المرحلة التالية من الصفقة، وهي نزع سلاح الحركة. الآن، تقول مصادر في التنظيم إنه لا توجد لديهم معارضة لـ "عملية تنظيم السلاح"، لكنهم يعرّفونها بأنها "حفظ" للسلاح، لا نزعه.

وفد حماس في القاهرة

وصل اليوم وفد رفيع من حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة للاجتماع بمسؤولين كبار في المخابرات المصرية. وبحسب المصادر، ستركز المناقشات على:

  • تقدم الاتصالات بشأن وقف إطلاق النار.
  • قضية "الأسرى والمقاتلين" المحتجزين في الأنفاق.
  • الاستعداد للمرحلة الثانية من الاتفاق.

كما من المتوقع أن يناقش الطرفان قضايا الحكم، الأمن، سلاح حماس، ودور اللجنة التي ستُقام لإدارة المرحلة القادمة.

خطة "الحفاظ على السلاح"

بحسب حماس، لا توجد معارضة لفكرة "الحفاظ على السلاح"، لكن وفق عملية تدريجية وتحت رقابة كاملة.

قوات دولية للرقابة – لا للقتال

الخطة التي تُبحث، وفق المصادر، تتضمن إمكانية نشر قوات دولية تُعرّف كقوات رقابة وفصل وتدريب – وليست قوات قتالية. ووفقاً للاقتراح، يتم حلّ قضية السلاح بطريقة تتسلم فيها السلطة الفلسطينية السلاح في مرحلة لاحقة، بينما يبقى محفوظاً تحت رعاية دولية – سواء الأمم المتحدة أو دول عربية.

اللجنة التي ستُقام ستكون لجنة تقنية – مهنية (تكنوقراطية) تستعين بالأجهزة الأمنية، فيما ستُوضع قوات الشرطة المحلية تحت تصرفها وتعمل تحت سلطتها.

محاولات لتجنب تسليم السلاح

قبل أسبوع، تبيّن أن حماس تحاول تجنب تسليم السلاح أو تدميره، بل توجهت إلى السلطة الفلسطينية طالبة المساعدة. وقالت مصادر في القطاع إن قادة الحركة طلبوا من السلطة التوصل إلى تفاهمات حول تخزين السلاح.

وبحسب الاتفاق، لا يمكن للتنظيم أن يخزّن أو يُدخل السلاح إلى القطاع ولا أن يصنّعه بنفسه. لكن مصادر محلية قالت إن عناصر حماس يحاولون إيجاد حلّ للسلاح الموجود لديهم – وليس لديهم نية لتدميره أو تسليمه.

وقالوا: "لقد طلبوا من السلطة أن تأتي وتدير حواراً معهم، وأن تتسلم السلاح، لكن بحيث تخزّنه فقط – دون التخلص منه".

وقف إطلاق نار هش وتوترات مستمرة

في هذه الأثناء، وعلى خلفية الخشية من تجدد القتال والانتهاكات في غزة، لا يزال وقف إطلاق النار الهش قائماً. حماس لم تُعد بعد جثامين ثلاثة من الأسرى القتلى – درور أور، الرقيب أول ران غويلي، والمواطن التايلندي سونتيساك رينتالاك – وتقدّر إسرائيل أن الحركة لا تبذل أقصى الجهود للبحث عنهم.

أمس، عبر مسلح الخط الأصفر في جنوب القطاع وأطلق النار نحو قوات الجيش الإسرائيلي فقُتل. وبعد وقت قصير، أعلن الجيش أن أربعة مسلحين آخرين عبروا الخط الأصفر في شمال القطاع، فقُتل اثنان منهم دون إصابات في صفوف القوات. ورداً على الانتهاكات، شنّ الجيش هجمات ضد أهداف لحماس في أنحاء القطاع.

في المقابل، نفت حماس بيان الجيش الإسرائيلي الذي قال إن مطلق النار أحد عناصرها. وأكدت مصادر في الحركة أنه "شخص بلا أي انتماء تنظيمي"، ووصفوه بأنه "تاجر هواتف فقد بضاعته" وسبق أن اعتُقل في الماضي بسبب "أعمال جنائية".

تصريحات نتنياهو

في افتتاح جلسة الحكومة صباح اليوم، تطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى التوتر على حدود غزة وكذلك على الحدود مع لبنان، وقال:

  • "في نهاية هذا الأسبوع ضرب الجيش الإسرائيلي في لبنان، وسنواصل فعل كل ما يلزم لمنع حزب الله من إعادة بناء قدرته التهديدية ضدنا، وكذلك نفعل في قطاع غزة".
  • وأضاف: "منذ وقف إطلاق النار، حماس لا تتوقف عن خرقه، ونحن نعمل وفقاً لذلك. كانت هناك عدة محاولات للتسلل إلى أراضينا عبر الخط الأصفر ومحاولة إصابة جنودنا. أحبطنا ذلك بقوة كبيرة، ورددنا وجبينا ثمناً باهظاً. كثير من المسلحين قضينا عليهم، وكذلك مسلحون أسرناهم من الأنفاق في رفح".
  • وعلى خلفية تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تصادق على الهجمات في القطاع، قال نتنياهو: "كل الأحاديث عن أننا ملزمون بالحصول على موافقة من جهة ما – هي ببساطة كذبة مطلقة. نحن نعمل دون اعتماد على أحد. العمليات الفورية لإحباط الهجمات تُنفذ تلقائياً من قبل الجيش. أما الردود، فتمر عبر وزير الدفاع وتصل إليّ في النهاية، ونحن نقرر دون الاعتماد على أي جهة. إسرائيل مسؤولة عن أمنها".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025