حضارات. خاص
إن مصادرة إسرائيل لـ1,800 دونم في منطقة سبسطية كما جاء في صحيفة هآرتس اليوم ليست خطوة أثرية أو سياحية، بل عملية سياسية ممنهجة تهدف إلى:
تعزيز مشروع الاستيطان،
نزع السيطرة من الفلسطينيين،
الدفع نحو ضم تدريجي للضفة الغربية،
تقويض أي مسار نحو دولة فلسطينية في ظل مبادرة ترامب الإقليمية.
إن عملية المصادرة المصادرة ليست مجرد“فتح الموقع للجمهور”، بل هي بوضوح عبارة عن إعادة تعريف الجمهور ذاته: إقصاء الفلسطينيين أصحاب البلد الأصليين وإحلال المستوطنين المحتلين عوض عنهم
ثانياً: القراءة السياسية لخطوة المصادرة
1. المصادرة كأداة ضمّ زاحف
كما أن عملية المصادرة الاجرامية تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية المدروسه والتي تقوم بها حكومة اليمين في إسرائيل والتي:
تُحوّل مناطق استراتيجية في الضفة إلى ملكية دولةثم تُنيط إدارتها بالمستوطنين،وتخرج الفلسطينيين من المشهد.
إن عملية المصادرة في منطقة سبسطيه القريبة من مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة هي أكبر مصادرة أثرية في الضفة منذ 40 عامًا، ما يعكس انتقال إسرائيل من الضمّ التدريجي غير المُعلن إلى خطوات واسعة وعلنية.، وذلك تحت سمع العالم وبصره.
2. الدور الأيديولوجي – الأثر كأداة إثبات ملكيّة
وزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو يقدّم رواية صريحة و وقحة معلنا أن
الآثار هي “دليل ملكية” لليهود على الأرض. إن هذه الرؤية تُحوِّل علم الآثار إلى سلاح سياسي لتبرير السيطرة الجغرافية والديموغرافية.
3. كما أن المصادرة تعتبر كوع من التحدٍي للسياسة الأميركية – ولا سيما لترامب، بل يمكن القول بأنها صفعة مباشرة لترامب
الذي يحاول أن يسوق للعالم-بشكل مضلل على الأغلب-أنه يسعى إلى" حل إقليمي"!
وهي أيضا خرقٌ واضح لقرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى خلق "مسار موثوق نحو دولة فلسطينية".
هكذا تبدو الحكومة الإسرائيلية المتطرفة كمن يعمل ضد الشريك الأكبر أي -الإدارة الأمريكية، وتُقوّض المبادرة الأميركية نفسها.
ثالثاً: قراءة في سلوك الحكومة الإسرائيلية
1. استراتيجية “الكماشة المزدوجة” وهو الوصف الذي أطلقته صحيفة هارتس فيما يتعلق بالاستيطان الضفة الغربية المحتلة تلك الاستراتيجية المدمرة والتي تقوم على: دعم وتغطي عنف قطعان المستوطنين أو ما يطلق عليه إسرائيليا "انفلات قومي متطرف”
كما أن مصادرة الأراضي من الشعب الفلسطيني تتم بطريقة متزامنة والهدف الرئيسي من ذلك هو على الأرجح خلق حالة تصعيد داخلي تسهم في إفشال أي مبادرة سية محتملة قد يتم فرضها على الحكومة الصهيونية من الخارج
2. مواجهة الضغط العربي – الأميركي لدفع مسار سياسي بعد وقف النار في غزة
وأن حكومة إسرائيل تتعمّد اتخاذ خطوات استفزازية لإفشال المسار قبل أن يبد
رابعاً: الانعكاسات السياسية بعيدة المدى :
1. سيضعف آفاق “حل الدولتين”، وهو الحل الذي يتغنى به العالم، والواقع يشير أنه بعيد المنال إلى مستحيل.
إن مصادرة سبسطية — ذات المكانة التاريخية والجغرافية — تُعدّ خطوة تُظهر نية إسرائيل إغلاق الباب أمام أي دولة فلسطينية مستقبلية.
2. تعزيز معسكر الاستيطان
نقل السيطرة من الفلسطينيين إلى المستوطنين يخلق:واقعًا اقتصاديًا جديدًا،وسيطرة ديموغرافية وله رمزية دينية/توراتية،
كما أنه يثبت ويرسي“مناطق محمية استيطانية”.
3. تقويض الشرعية الدولية
يبدو بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تختبر حدود الصبر الدولي، وتتجاهل القانون الدولي بشكل سافر، الأمر الذي ومن المفترض نظريا أن يعرّض إسرائيل للعزلة.
4. تهديد للأمن —الإسرائيلي نفسه حيث تتعالى أصوات إسرائيلية تحذر من أن إجراءات حكومة اليمين تعمل ضد مصالح إسرائيل القومية كما أنها تؤجج ما يسمى بالعنف، وبشكل أدق مقاومة الفلسطينيين بكافة أشكالها، ومنها الكفاح المسلح، إضافة إلى هذا فإنها تغلق أي احتمالات لمسار سياسي مزعوم وتدفع إلى “كارثة غير قابلة للعكس” على حد قول مصدر اسرائيلي كبير غالبا من صفوف المعارضة.