حماس: نتنياهو يرفض رؤية شاملة لوقف إطلاق النار ويصر على تجزئة الملفات
حركة المقاومة الإسلامية - حماس

أكدت حركة حماس أنها قدّمت في 17 أبريل رؤية واضحة ومسؤولة، عبر الوسطاء، تتضمن اتفاقًا شاملًا ومتزامنًا يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا من غزة، ورفع الحصار، ودخول المساعدات، مقابل صفقة تبادل شاملة للإفراج عن كافة أسرى الاحتلال.

وأضافت الحركة في بيان صحفي مصور ألقاه اليوم الجمعة القيادي د عبد الرحمن شديد: “الرؤية تضمنت وقفًا لإطلاق النار لخمس سنوات بضمانات إقليمية ودولية، وتشكيل لجنة محلية من مستقلين تكنوقراط لإدارة غزة، وفق المقترح المصري للجنة الإسناد المجتمعي”. غير أن حكومة نتنياهو، وفق البيان، “قابلت الرؤية بالرفض وأصرت على تجزئة الملفات، ورفضت إنهاء الحرب”، ما يدلّ على “استخفافها بالقيم الإنسانية ومعاناة جنودها”.

وأوضح شديد أنه رغم ذلك ستتعامل الحركة بمسؤولية وإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع.

غزة تدخل مرحلة المجاعة الكاملة

وحذرت حركة حماس من دخول قطاع غزة رسميًا مرحلة المجاعة الكاملة، وسط تفشي سوء التغذية الحاد، خصوصًا بين الأطفال والرضع، بفعل الحصار الصهيوني المتواصل الذي يمنع إدخال الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر منذ شهور.

وأكد القيادي شديد أن الاحتلال الصهيوني حوّل قطاع غزة إلى “سجن كبير تموت فيه الحياة جوعًا ومرضًا”، معتبرا أن ما يجري هو “جريمة إبادة بطيئة تُنفذ بدم بارد”، في خرق صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، وسط “صمت مريب” من المجتمع الدولي، وبيانات إدانة “لا تسمن ولا تغني من جوع”.

وأشار إلى أن التقارير الميدانية تؤكد معاناة أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي، وبلوغ عدد حالات سوء التغذية الحاد التي وصلت المستشفيات أكثر من 65 ألف حالة، في ظل انهيار النظام الصحي واستمرار إغلاق المعابر. ولفت إلى أن المستشفيات مدمّرة، والأمراض متفشية، والمساعدات أصبحت تُستخدم “كأداة للابتزاز السياسي”، في وقت يُقتل فيه الأطفال بسبب نفاد الحليب، لا بالقذائف فقط.

وأفاد أنه ورغم النداءات والمناشدات الدولية، لا يزال الاحتلال يمنع دخول آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والإغاثة، والمتوقفة عند معبر رفح منذ أسابيع، ما وصفته الحركة بأنه “القتل البطيء المتعمّد لشعب بأكمله”.
وشدد على أن حكومة الاحتلال، بقيادة “مجرم الحرب نتنياهو” تواصل انقلابها الدموي على اتفاق وقف إطلاق النار، وتمعن في العدوان عبر القصف والتجويع والتعطيش، “بغطاء أمريكي مباشر”.

المقاومة في غزة والضفة: مواجهة بطولية وتصعيد ممنهج

في سياق آخر، أكد بيان حركة حماس أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها كتائب القسام، تخوض “ملحمة بطولية متواصلة”، نجحت خلالها في استنزاف جيش الاحتلال وتكبيده خسائر متلاحقة رغم القصف والمجازر والحصار.

وقال القيادي شديد إن الميدان تحوّل إلى “ساحة استنزاف طويلة الأمد”، بينما الجبهة الداخلية للمقاومة “تتماسك بإرادة فولاذية” وتبقي زمام المبادرة في يدها.

وحيّت الحركة أبطال كتائب القسام وسرايا القدس وكافة فصائل المقاومة، معتبرة أنهم “فخر الأمة”، مشددة على أن غزة ليست “لقمة سائغة، بل “معادلة ردع وكرامة” تفرض حضورها في وجه الاحتلال وأعوانه.

ونوه شديد إلى الوضع في الضفة الغربية والقدس أن الاحتلال يواصل عدوانه عبر “اجتياحات يومية وتدمير وتهجير”، كما في جنين ومخيم نور شمس وطولكرم، بالإضافة إلى تصعيد “ممنهج” في جرائم القتل والاعتقال والاعتداء، بدعم من “حكومة فاشية تمارس سياسة الأرض المحروقة”. ولفتت إلى أن المسجد الأقصى يواجه “هجمة تهويدية متواصلة”، ومحاولات تقسيم زماني ومكاني، بينما يُمنع الفلسطينيون من الصلاة في المسجد الإبراهيمي بالخليل، في إطار “مخططات تهويد كاملة”.

كما أشار إلى تصاعد أعمال المقاومة في الضفة من إطلاق نار وعبوات واستهداف للنقاط العسكرية، ما يؤكد أن “الضفة ستبقى ساحة مشتعلة تربك حسابات العدو”، وفق البيان.

دعوات للتحرك العربي والدولي: لا للتطبيع ولا لصمت العواصم

وأكدت “حماس” أن ما يجري في غزة هو “جريمة إبادة جماعية وتجويع ممنهج”، داعية إلى محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب، ومُحمّلة الإدارة الأمريكية والدول الداعمة للاحتلال مسؤولية الشراكة المباشرة في هذه الجرائم.
ووجّهت الحركة نداءً صريحًا إلى الحكومات العربية والإسلامية، دعتها فيه إلى تفعيل قرارات القمم وفتح المعابر فورًا، ووقف التطبيع، وقطع العلاقات وطرد السفراء، واستخدام العلاقات الاقتصادية كورقة ضغط.

ووصف البيان رفع أعلام “إسرائيل” في بعض العواصم العربية والإسلامية بأنه “عار مخزٍ”، في ظل المجازر ومنع الطعام والدواء.
كما طالبت “حماس” الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الفوري لإدخال المساعدات وفتح معبر رفح دون قيود، ودعت لتصعيد الحراك الشعبي والإعلامي والحقوقي عالميًا. وثمّنت موقف الحكومة الإسبانية بوقف تصدير السلاح للاحتلال، مطالبة دولًا أخرى باتخاذ مواقف مشابهة.

وأدانت الحركة جريمة استهداف سفينة “الضمير”، واعتبرتها “قرصنة صهيونية وإرهاب دولة”، مؤكدة دعمها لكل الجهود الإنسانية لكسر الحصار عن غزة.

واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على جهوزيتها لإبرام صفقة تبادل “مشرفة”، لكنها شددت على أن “الكرة في ملعب العدو”، مؤكدة أن شعب غزة، رغم الجوع والمجازر، “لن يستسلم”، وسيفشل أهداف الحرب كما فعل دائمًا.

وقالت: “غزة تقاتل نيابة عن الأمة.. والصمت شراكة في الجريمة”، داعية إلى نصرة إنسانية حقيقية لغزة، “لتنتصر الكرامة على الجريمة”.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023