عنوان خطبة الجمعة غدا عن المخدرات

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

 سأحسن الظن وأقول أنه يقصد مخاطر تعاطي المخدرات السياسية .. فالمخدرات قد ضربت مفعولها من زعيم العالم ترمب الذي يطلب من العرب مثلا التطبيع مع من يسفك دماء أشقائهم النازفة بغزارة في غزة.. هذا صاحي؟!  

والذين يصمتون صمت القبور على هذه المجازر أو الذين يبررونها أو الذين ينحازون الى الجلاد ويضخون كل جهودهم في لوم الضحية من أبناء جلدتنا هؤلاء اكيد يتعاطون النوع الثقيل من المخدرات .

وأصحاب عقيدة سد الذرائع . تعلقوا بها بقوة في غزة ونسوها عندما داهمهم الاحتلال في الضفة. هذه مخدرات اسمها سد الذرائع للنجاة من الفظائع.  

وحتى الشعوب التي تسمح لحكامها أن يمرروا على عقولهم التقاعس والتخاذل عن نصرة غزة كيف نجحوا واي نوع من المخدرات اقنعوا شعوبهم بتعاطيها  

؟ في اليمن يتعاطون القات ولم يفلح في لجم نفوسهم الثائرة فأي نوع تتعاطاه بقية الشعوب العربية؟ لا شك بأنه ليس قاتا وانما هو الأفيون السياسي المخصب عاليا .  

والسؤال الجوهري في الخطبة كيف نعالج حالة الإدمان التي عرفت بها شعوبنا؟ ما هي مواصفات هذه المصحة العلاجية؟  

لماذا عندما نزلت آية تحريم الخمر في المدينة سالت وديانها خمرا وكان الالتزام عظيما ب ( إنما الخمر ..... رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) .  

هنا نصل مربط الفرس في الخلاص من كل أشكال الأفيون .. البناء الإيماني الصحيح والجاهز لتجييش مشاعره الفاعلة وإرادته القوية وتفعيله في دائرة العمل .. ولأن إيماننا اليوم غير قادر على هذا التحريك وحركة الشارع نائمة ولم تستفزها دماء غزة الهادرة فإذا إيماننا مغشوش .. لا بد من التحرر من أثر مخدرات سياسية تعاطيناها طويلا .. لا بد من أن ننتفض ونعود إلى المصحة الإيمانية القادرة على إخراجها من أثر الافيون السياسي عالي التخصيب .

لا بد من فهم الدور الإيماني العظيم في حياة المؤمنين والقادر على الانفكاك من كل  أشكال المخدرات والتي أخطرها السياسية التي تشل الشعوب عن دورها المنشود ..

لا يمكن تفسير موت الشارع الفلسطيني في الضفة والعربي والإسلامي الا بوقوعه في براثن هذه المخدرات السياسية اللعينة .. لا بد وأن ننتفض بقوة وأن نعيد للشارع نبضه الإيماني الصادق وحركته مع قضيته.. ثم ماذا ننتظر بعد انتشار الحريق؟ ننتظر سموتريتش أن يصل كل منا بيته بمفرده ليلقي به في محرقته؟؟!!

إن لم يصحصحنا إيماننا ولا دماء اطفال غزة ولا دمار شمال الضفة ولا المداهمات والاعتقالات وكثرة الإهانات فلننتظر السيف التتري ايام مخدرات الهوان عندما كان يقال للمسلم قف مكانك لاذهب لسيفي كي أحضره لأقتلك.  

اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023