حزب الله بعد نصر الله: العام الأول بين الرمزية والضعف التنظيمي

 Ynet

ترجمة حضارات 

 ليئور بن آري

مرّ عام كامل على اغتيال السيد حسن نصر الله في 27 سبتمبر 2024، وما زالت صورته وصوته حاضرين بقوة بين أنصاره، غير أن الواقع التنظيمي للحزب يختلف كثيرًا عن عهد زعيمه التاريخي. خليفته الشيخ نعيم قاسم يفتقر إلى الكاريزما التي ميزت السيد نصر الله، في حين يسعى ابنه مهدي إلى استثمار الحنين لشخصية والده الزعيم الشهيد عبر الإعلام والمنصات الدينية، لكنه يواجه محدودية في التأثير.

تحوّل موقع استهداف السيد نصر الله في الضاحية الجنوبية إلى مزار للفعاليات الرسمية والشعبية، بينما أصبح قبره قرب مطار بيروت مزارًا للإيرانيين والمسؤولين الكبار، وسط جدل حول تكاليف البناء والفوضى المحيطة به.

ويصف مراقبون الوضع التنظيمي للحزب اليوم بـ"حزب الله 2.0"، يعيش مرحلة ضعف لكنها معتادة وفق مبدأ "التقية". وتتلخص أولويات الحزب حاليًا في:

  • حماية سلاح الحزب
  • إعادة بناء المجتمع الشيعي

وذلك بعيدًا عن المواجهة المباشرة مع (إسرائيل)، التي تراقب التطورات عن كثب وتعلن استعدادها لتوسيع عملياتها إذا لم يُنزع سلاح الحزب.

على الصعيد اللبناني، ساهم اغتيال السيد نصر الله في كسر حاجز الخوف لدى شرائح واسعة من المجتمع، ما فتح الباب أمام انتقادات أوسع للحزب، بينما يواجه النفوذ الشيعي-الإيراني تراجعًا نتيجة التطورات الإقليمية، بما في ذلك حرب غزة وأزمات إيران.

وفي محاولة لإعادة التوازن أمام الحزب، أقرت الحكومة اللبنانية في 5 سبتمبر 2025 خطة لتعزيز الجيش واحتكار السلاح، رغم غياب جدول زمني واضح للتنفيذ، ما اعتُبر خطوة تهدئة للشيعة. ويرى نبيه بري أن الخطة إيجابية، بينما يعتبر معارضون أن غياب التمويل والدعم الدولي يجعل الجيش عاجزًا عن مواجهة ترسانة الحزب فعليًا.

خلاصة المقال:
يعيش حزب الله بعد نصر الله مرحلة ضعف غير مسبوقة، لكنه لم يُهزم. الصور الرمزية للزعيم الراحل لا تزال تحرك أنصاره، في حين يظل مستقبل التنظيم مرهونًا بقدرة قيادته الجديدة على إعادة ترتيب أوراقه في بيئة سياسية وإقليمية متقلبة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025