واي نت
ترجمة حضارات
مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يستعد الجيش الإسرائيلي للتوقف، لكنه يوضح أيضًا: "سنظل على أهبة الاستعداد". مسؤول أمني رفيع المستوى يدعو إلى القلق بشأن الفصائل التي سلّحتها إسرائيل وقاتلت حماس في غزة "في الوقت الراهن".
في حديث مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أوضح مسؤول أمني رفيع أن إنهاء الحرب، وعودة جميع الرهائن أحياء، وتمركز جيش الدفاع الإسرائيلي داخل الخط الأصفر في قطاع غزة، يُعد إنجازًا استثنائيًا. وأضاف: "لم أكن أعتقد أن حماس ستعيد جميع الرهائن، وبالتأكيد ليس في المرحلة الأولى".
ويتابع المصدر الأمني: "هذه ليست نهاية القصة، لكن الظروف الافتتاحية جيدة وتُسهم في تعزيز التوازن الاستراتيجي لإسرائيل، الذي تحسّن بشكل كبير خلال العامين الأخيرين، مع تفكيك المحور الشيعي، والانفصال عن التهديد الإيراني، والهجوم على حزب الله، وتفكيك نظام الأسد. في الواقع، يتعلق الأمر بكسر حلقة النار التي حاول الإيرانيون تشكيلها حول إسرائيل".
ويشير إلى أن صور الدمار التي ستنتشر قريبًا من غزة مع انسحاب الجيش قد تُلحق ضررًا بصورة إسرائيل، لكنها في المقابل ستوضح للأعداء ما يمكن أن يكون ثمن العمل ضد الدولة. وتؤكد مصادر في الجيش أن الاستعدادات جارية لوقف إطلاق النار، والانسحاب من المناطق، ونقل القوات.
سيتم تسريح آلاف الجنود الاحتياطيين، وسيعودون إلى حياتهم اليومية، كما سيُمنح الجنود النظاميون وقتًا للراحة ومعالجة ما مرّوا به من أحداث. ومع ذلك، يؤكد الجيش أنه سيظل مستعدًا لاحتمال عودة حماس إلى التصعيد.
ويشير المسؤول الأمني أيضًا إلى قضية أخرى يجب أن تكون ضمن أولويات الجيش: ضرورة رعاية العشائر في غزة التي قاتلت ضد حماس. ويقول: "يجب ألا نتخلى عنهم لحماس. يجب أن يكونوا جزءًا من الترتيب العام. هذه رسالة مهمة لمن يساعدون إسرائيل – ليس فقط في غزة، بل في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لقد رأى الجميع كيف حمت إسرائيل الدروز في مرتفعات الجولان ومدى تأثير ذلك".
لا تزال هناك علامات استفهام كثيرة تحيط بالاتفاق. فحقل الألغام الرئيسي يتمثل في نزع سلاح حماس والسيطرة على قطاع غزة فيما يُعرف بـ"اليوم التالي". من الآن فصاعدًا، ستُجرى المفاوضات دون عبء الرهائن – الذي كان يؤثر على حرية عمل الجيش ويمزق المجتمع الإسرائيلي من الداخل. في الواقع، تحقق إسرائيل أحد أهدافها – إعادة الرهائن – لكنها لم تقضِ على التنظيم الإرهابي كما كانت تأمل.
ويقول مسؤولون إسرائيليون كبار إن حماس ستجد أسبابًا كافية للعودة إلى القتال، والسؤال المطروح هو: هل سيمنح ترامب والوسطاء إسرائيل فرصة للتحرك؟ في هذه المرحلة، لا تملك إسرائيل إجابة واضحة على سؤالَي: كيف سيتم نزع سلاح حماس؟ ومن سيحكم غزة في "اليوم التالي"؟ وهما مسألتان بالغتا الأهمية.
كما نُشر قبل أسبوع، تسعى قيادة الجيش إلى ترسيخ النموذج المُتبع في لبنان داخل غزة أيضًا – وهو نموذج لا يقتصر على السيطرة الداخلية من خلال الوجود العسكري، بل يشمل الحفاظ على حرية العمل في مواجهة التصعيد، وفرض العقوبات عند الضرورة. يدرك الجيش أن حماس قد تضررت بشدة، لكنها لا تزال واقفة على قدميها، وستكون قادرة على التعافي دون تدخل إسرائيلي مكثف وطويل الأمد.