المصدر: معاريف
ترجمة حضارات
الكاتب: آفي أشكنازي
على نحوٍ رسمي، لم تُعلن الحكومة بعد انتهاء حرب "سيوف من حديد"، لكن من المتوقع قريبًا أن يعيّن رئيس الأركان، الفريق أيال زمير، لجانًا لمنح الأوسمة وأوسمة التقدير للقادة، والمقاتلين، والوحدات التي أظهرت بطولة فائقة خلال السابع من تشرين الأول/أكتوبر وفي أيام القتال.
ستلتئم اللجان استنادًا إلى توصيات القادة وشهادات المقاتلين حول أفعال رفاقهم، وكذلك بناءً على خلاصات التحقيقات العملياتية التي أُجريت في الوحدات والقيادات وأذرع جيش الدفاع الإسرائيلي. وبالتوازي مع تعيين لجان الأوسمة، يعتزم الفريق زمير عرض نتائج لجنة اللواء سامي تورجمان على هيئة الأركان العامة، وهي اللجنة التي فحصت أربعة تحقيقات أساسية تتعلق بأحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
في الجيش، يُقدّرون أن نية رئيس الأركان هي تنفيذ الخطوات بالتوازي. وأوضح مصدر عسكري أن لجنة اللواء تورجمان لم تطلب فحص إجراءات شخصية بحق أي ضابط، بل ركّزت على تقييم جودة التحقيقات، وتحديد النقاط التي تستدعي التعمّق، وبلورة خلاصات، وخلق تكامل بين التحقيقات، وصياغة أساليب عمل محكمة في هيئة الأركان العامة والقيادات، استنادًا إلى تلك التحقيقات.
لجنة إضافية يُفترض أن تلتئم عند انتهاء الحرب هي اللجنة التي ستقرّر تصميم "وسام الحرب"، والذي سيُمنح لجميع المقاتلين في الخدمة الإلزامية والدائمة والاحتياط، وكذلك لجميع الأجسام الأمنية التي شاركت في القتال دفاعًا وهجومًا خلال حرب "سيوف من حديد". ورغم أن الفريق زمير لم يقرّر بعد تعيين هذه اللجان، فإن التقديرات في الجيش تشير إلى أن ذلك سيحدث قريبًا، ما يعني فعليًا أن الحرب قد انتهت.
قال مصدر عسكري لصحيفة «معاريف»: "صحيح أنه لم تُعيَّن بعد لجان الأوسمة، لكن من الواضح تمامًا أن قائمة الحاصلين على الأوسمة وأوسمة التقدير ستكون كبيرة، ويبدو أنها ستكون الأكبر في تاريخ حروب إسرائيل".
بالتوازي مع انعقاد لجان أوسمة جيش الدفاع الإسرائيلي، من المتوقع أن تلتئم بشكل منفصل لجان الأوسمة وأوسمة التقدير الخاصة بشرطة إسرائيل، والشاباك، ومصلحة السجون، لفحص منح أوسمة تقدير للمقاتلين من تلك الأجسام الأمنية الذين لا يُعدّون جنودًا.
ويُتوقّع منذ الآن أن يكون أحد المرشحين لنيل "وسام البطولة" هو الرائد أرنون زمورا، قائد قوة "اليمام" التي نفّذت عملية تحرير المخطوفين الأربعة: نوعا أرغماني، ألموغ مئير جان، أندريه كوزلوف، وشلومي زيف؛ الذين كانوا محتجزين في مخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة، وقد قُتل زمورا أثناء اقتحام المبنى. وأشارت التحقيقات في معارك ناحل عوز وبلدات الغلاف إلى عشرات من أعمال البطولة التي أظهر فيها القادة والمقاتلون تفانيًا حتى حدّ التضحية بالنفس.
وفي هذا السياق، أرفق رئيس الأركان صباح اليوم رسالة بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لأحداث السابع من أكتوبر، جاء فيها:
"جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وقادته في الخدمة الإلزامية والدائمة والاحتياط، والموظفون المدنيون في الجيش، نجتمع اليوم برؤوس منحنية وقلوب دامية لنتوحّد مع ذكرى قتلى المذبحة الرهيبة التي حلّت بنا في الثاني والعشرين من شهر تشري 5784، يوم "سمحات توراه"، السابع من أكتوبر 2023.
"مع طلوع الفجر، اختُرقت حدودنا، واجتاحت الحرب عتبة بيوتنا، وبذرت في حقول النقب نارًا وقتلًا وثكلًا. اليوم، بعد مرور عامين، تتوقف الأمة كلها، متألمة ومُتحدّية—على الجنود، خيرة أبنائنا وبناتنا، الذين خاطروا بأنفسهم وسقطوا في المعارك؛ وعلى مقاتلي قوات الأمن والإنقاذ الذين حاربوا كتفًا إلى كتف إلى جانب قواتنا؛ وعلى الأطفال والنساء والرجال الذين قُتلوا بوحشية—على الجميع نطأطئ رؤوسنا. الجميع نذكرهم.
"من قلب الانكسار، نهض شعب إسرائيل بعظمته وقوته، توحّد وخرج للدفاع عن البيت—مقاتلو الخدمة النظامية، كتائب الاستنفار، القادة وأفراد الخدمة الدائمة، المواطنون وموظفو الجيش من مختلف الأذرع والقيادات، يقاتلون بإخلاص إلى جانب مقاتلي الاحتياط. حققنا إنجازات غير مسبوقة في الجنوب والشمال، في يهودا والسامرة، على خطوط التماس وفي الساحات البعيدة؛ من مضائق اليمن وحتى عمق أراضي إيران—سنواصل إحباط التهديدات في طور تشكّلها والوقوف على حراسة وطننا. طريقنا هي طريق النصر—جيش الدفاع الإسرائيلي هو من يُشكّل وجه المعركة ويغيّر وجه الواقع في الشرق الأوسط.
"طوال أيام القتال، كانت أعيننا على المخطوفين. في الأيام الأخيرة، وبفضل قوتكم وعملكم وقتالكم الجريء، يا مقاتلينا الأعزاء، نجحنا في التوصل إلى اتفاق أعاد المخطوفين الأحياء إلى بيوتهم، وأعاد جزءًا من القتلى إلى دفنٍ إسرائيلي؛ لن نهدأ حتى نُعيد كل قتيلينا إلى دفنٍ لائق!
"في السابع من أكتوبر، أخفق جيش الدفاع الإسرائيلي في مهمته بحماية الدولة ومواطنيها. والإصلاح لذلك يأتي من الداخل، منا—لا قدرة لنا على تغيير ما كان، لكن لدينا القدرة على أن ننمو، كأفراد وكجيش، أن نتحمّل المسؤولية ونتعلّم من الماضي لنحصّن أمننا لأجيال. نحن نحقق وسنواصل التحقيق في أحداث ذلك اليوم وفي الحرب كلها، بأمانة وشفافية ومهنية—نحن مدينون بذلك للمخطوفين، للمقتولين، للشهداء، للمصابين، ولدولة إسرائيل بأسرها.
"لن ننسى أبدًا الساقطين الذين خاطروا بأرواحهم في سبيل الوطن، وسنواصل السير على ضوء صورتهم وتراثهم؛ سنرافق عائلاتهم، ندعمها ونستمدّ منها القوة لنواصل القتال من أجل تحصين أمن دولة إسرائيل. وبالالتزام ذاته، سنرافق أيضًا الجرحى، جسدًا ونفسًا، في مسيرتهم للعودة إلى حياة كاملة.
"نحن نقدّر ونثمّن جنود احتياطنا وعائلاتهم، أولئك الذين اصطفّوا في ذلك اليوم الرهيب حتى قبل تلقي الأمر، ويواصلون الاصطفاف حتى هذه الأيام، رغم الأثمان العائلية والاجتماعية المترتبة على ذلك. جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وقادته، إن شعب إسرائيل يقف وراءكم ووراء عائلاتكم، يقوّيكم ويضع ثقته بكم—أنتم حائطنا الواقي، حلقة أخرى في سلسلة أجيال أبطال وطننا ومدافعيه. كما جاء في سفر "أخبار الأيام" الأول: 'بنو بأس، حمَلة مجنٍّ وسيفٍ ورماة قوس' (الإصحاح الخامس، الآية 18). أخطأ أعداؤنا حين ظنّوا أنهم قادرون على كسر روحنا، إضعاف صمودنا، والمسّ بعزيمتنا. الحقيقة واحدة، غير قابلة للطعن—إن دولة إسرائيل لن تُكسر، وستقف دائمًا صلبة."
"مواطني إسرائيل، هذه أيام أمل وإعمار. في هذا اليوم نرفع أبصارنا ونبصر بعيدًا—نحو مستقبل سنواصل فيه الوقوف منتصبين، عازمين وواثقين بعدالة طريقنا؛ مستقبلٍ نبني فيه من جديد ما تضرر، نقوّي فيه قوتنا، ونقسم أن نضيف حياةً وأملًا في المكان الذي أراد فيه أعداؤنا زرع الدمار والخراب. ليكن ذكرى الساقطين مباركًا."