الضغط العسكري والإنساني، إغلاق المعابر، وتجميد المفاوضات المستقبلية: وسائل الضغط الإسرائيلية على حماس

موقع“واللا”

ترجمة حضارات 

​​​​​​​
أمير بوخبوط 

قالت المنظومة الأمنية الإسرائيلية إن مماطلة حركة حماس تهدف إلى تأجيل المرحلة التي ستُجبر فيها على التخلي عن السلاح والسلطة. وتدرس القيادة السياسية خطوات لتسريع عملية تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، وسط ترقب حاسم للأيام المقبلة التي ستحدد ما إذا كان المسار على وشك الانفجار أو أن الضغوط ستدفع نحو تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

في الأيام الأخيرة، حاولت حماس اختبار حدود الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة فيما يتعلق بالاتفاق، وخرقته بعدة طرق، أبرزها عدم تسليم جثث الأسرى كما تم التعهّد. وأوضح جهاز الأمن أن الحركة تتعمد المماطلة بدقة في تنفيذ الاتفاق الخاص بإعادة جثث الأسرى القتلى، بهدف تأجيل مرحلة التخلي عن السلاح والسلطة.

على المستويين الأمني والسياسي، تُدرس عدة إجراءات لتسريع تسليم الجثث، من بينها تمرير تلميحات حول المعلومات الاستخباراتية التي تملكها إسرائيل بشأن مواقع الجثث.

وسائل الضغط المتاحة لإسرائيل:

  1. ضغط إنساني مباشر
    تقليص أو إيقاف كامل للمساعدات الإنسانية إلى غزة، بما يشمل الوقود والغذاء، حتى تُعاد جثث الأسرى كما تم الالتزام. ولن تُستكمل أي صفقة جزئية أو مراحل لاحقة من الاتفاق قبل ذلك.
  2. إغلاق المعابر
    إغلاق كامل لمعبر رفح أمام كل حركة، ما يلغي "حرية التنقل" التي سعت حماس لنيلها عبر الاتفاق (الخروج من غزة في المرحلة الأولى والدخول من مصر في المرحلة الثانية).
  3. تعزيز الضغط العسكري
    تكثيف العمليات العسكرية الدقيقة، بما في ذلك ضرب أهداف لحماس في المناطق التي تمكّنها من المماطلة، لرفع كلفة سيطرتها. حتى الآن، تُستهدف فقط الجهات التي تهدد مباشرة قوات الجيش في "الخط الأصفر". ولا يزال غير واضح ما سيحدث إذا بدأ ترميم فعلي للبنية التحتية العسكرية.
  4. تجميد المفاوضات المستقبلية
    إعلان تجميد كامل لأي حوار لاحق بشأن مراحل إضافية من صفقة الأسرى. يجب على حماس أن تدرك أن خرق التزامات المرحلة الأولى يعني إنهاء أي تقدم لاحق.
  5. ضغوط دبلوماسية
    ممارسة ضغط غير مسبوق على الوسطاء (الولايات المتحدة، قطر، ومصر) لضمان أن تدفع حماس ثمن التأخير، مع التهديد بوقف التقدم السياسي مع تلك الدول.

داخل المنظومة الأمنية، تم تعيين مسؤول رفيع في جهاز الشاباك كمبعوث أمني إلى القاهرة، لقيادة فريق يتابع تنفيذ الاتفاق مع الدول الوسيطة، بناءً على توجيهات مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بهدف إعادة جميع جثث الأسرى إلى "مدافن إسرائيلية".

تقدّر إسرائيل أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كانت العملية على وشك الانهيار أو أن الضغوط المتعددة ستدفع إلى تطبيق المرحلة الأولى، التي تُعد إعادة الجثث أولوية قصوى فيها.

خلافًا للاتفاق، سلّمت حماس في اليوم الأول أربع جثث فقط، رغم التزامها بإعادة جميع الأسرى أحياءً وأمواتًا. وأوضح مصدر أمني مشارك في المفاوضات أن هذا الاحتمال كان متوقعًا أثناء التحضير للاتفاق، حيث تم أخذ إمكانية تسليم عدد جزئي من الجثث بالحسبان.

وأضاف المصدر: "قرار حماس بتسليم أربع جثث فقط أثار انتقادات طبيعية، وقد نُقلت هذه الانتقادات إلى الوسطاء، وسيكون لذلك ردّ. لا نية للتساهل في الأمر".

وقال مسؤول أمني آخر إن العملية تتم على مراحل، "وإذا لم تلتزم حماس بإعادة جميع الأسرى، فلن يكون هناك أي تقدم. لن يكون هناك تنازل".

وبحسب مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية، أوصى الجيش القيادة السياسية بفرض عقوبات على حماس بسبب المماطلة، عبر وقف الاستعدادات في معبر رفح وتقليص المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم. لكن القيادة السياسية رفضت التوصية، مفضّلة مسارًا دبلوماسيًا ناعمًا قبل فرض العقوبات.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025