وقف إطلاق النار في الشمال: حزب الله يعيد بناء البنى التحتية الإرهابية التي دمرتها الحرب

يديعوت  أحرنوت 

ترجمة حضارات 

ايتمار ايشنر


ترصد إسرائيل مجددًا محاولات حزب الله لإعادة توظيف مواقع كان ينشط فيها قبل وقف إطلاق النار. شنّ سلاح الجو الإسرائيلي موجة من الغارات شملت، من بين أمور أخرى، مواقع تحت الأرض لتخزين الأسلحة ومحجرًا مدنيًا لإنتاج الخرسانة.
الولايات المتحدة: الجيش اللبناني جمع 10,000 صاروخ تابع لحزب الله خلال العام الماضي.

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيّز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، إلا أن جيش الدفاع الإسرائيلي لا يزال يرصد محاولات حزب الله لإعادة ترسيخ وجوده.
نفذ سلاح الجو الإسرائيلي اليوم (الخميس) سلسلة من الغارات على أهداف تابعة للمنظمة الشيعية في جنوب لبنان ومنطقة البقاع. وصرّح جيش الدفاع الإسرائيلي عقب الغارات بأن "هذا انتهاك للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وأفاد لبنان بمقتل شخص وإصابة سبعة آخرين في هذه الغارات.

في الموجة الأولى، هاجم جيش الدفاع الإسرائيلي، بتوجيه من الاستخبارات العسكرية وعبر سلاح الجو، بنى تحتية تحت الأرض تُخزن فيها أسلحة في منطقة البقاع وجنوب لبنان.
وصرّح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عقب الهجوم بأن "منظمة حزب الله تواصل محاولاتها لإعادة بناء بنى تحتية إرهابية في جميع أنحاء لبنان، مما يُشكّل انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل على إزالة أي تهديد لدولة إسرائيل".

بعد ساعات قليلة، هاجم الجيش الإسرائيلي بنية تحتية إضافية لحزب الله في جنوب لبنان، ومواقع تابعة لمنظمة "أخضر بلا حدود"، التي تُعرّف نفسها بأنها منظمة بيئية، لكنها تُعدّ ذراعًا للمنظمة.
ووفقًا لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، "هاجمت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو، بقيادة القيادة الشمالية، بنية تحتية تابعة لحزب الله كانت تُستخدم في محاولاته لإعادة تأهيل نفسه، وذلك في منطقة مزرعة سيناء جنوب لبنان".

هجمات في منطقة قرية أنصار جنوب لبنان

كما ذكر الجيش الإسرائيلي أن "من بين الأهداف التي تعرضت للهجوم محجرًا كان حزب الله ينتج فيه خرسانة استُخدمت في إعادة بناء وترميم الأصول والبنى التحتية التي دُمّرت خلال حرب ’السيوف الحديدية‘، وخاصةً خلال عملية ’السهام الشمالية‘. وقد أتاحت هذه البنية التحتية استمرار أنشطة حزب الله تحت غطاء مدني في الأراضي اللبنانية".

وفيما يتعلق بالهجوم على منظمة "أخضر بلا حدود"، ورد ما يلي: "تم استهداف موقع استخدمته المنظمة لإخفاء نشاطها بهدف ترميم بنيتها التحتية في جنوب لبنان تحت غطاء مدني. منظمة ’أخضر بلا حدود‘، التي كُشف عنها عام 2018، عملت تحت غطاء مدني لإخفاء وجود حزب الله في منطقة السياج الحدودي مع إسرائيل. ويُشكّل وجود هذه البنية التحتية انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

ردّ الرئيس اللبناني جوزيف عون على الهجمات الإسرائيلية قائلاً: "إنّ الهجمات المستمرة على جنوب لبنان جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية التحتية الإنتاجية، وتأخير الانتعاش الاقتصادي، والإضرار بالاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية واهية".

في الناقورة بجنوب لبنان، اجتمع أمس مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والجيش اللبناني. وكشف النقاش أن الجيش اللبناني جمع خلال العام الماضي ما يقارب 10,000 صاروخ و400 قذيفة صاروخية تابعة لحزب الله، بالإضافة إلى العديد من الأسلحة الأخرى.
وصرّح براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قائلاً: "يواصل شركاؤنا اللبنانيون ريادتهم في ضمان نجاح نزع سلاح حزب الله. ونظل ملتزمين بدعم جهود الجيش اللبناني في العمل الدؤوب لتعزيز الأمن الإقليمي".

في الأسبوع الماضي، عُيّن الفريق جوزيف كليرفيلد ممثلًا عسكريًا أمريكيًا أعلى في لبنان ورئيسًا للآلية المشتركة، وذلك في حفل أقيم في بيروت.
تتولى هذه الآلية، التي أُنشئت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مسؤولية رصد التزامات إسرائيل ولبنان، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله، والتحقق منها، والمساعدة في تنفيذها.

قال كليرفيلد: "نعمل مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل وشركائنا الفرنسيين والدوليين لضمان نجاح إطار وقف الأعمال العدائية. لدينا مصلحة مشتركة في الحفاظ على السلام والاستقرار في لبنان".

وأكد الاجتماع الالتزام الدولي بدعم لبنان في جهوده الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، بالتعاون الوثيق بين جميع الأطراف المعنية.

صرّحت قيادة "القتال من أجل الشمال" سابقًا: "نحذر من تزايد حاد في الخروقات على الحدود اللبنانية خلال الشهرين الماضيين، حيث يستغل حزب الله البنية التحتية المدنية للاقتراب من السياج وتهيئة المنطقة لعمليات عدائية. وتدعو القيادة الحكومة والأجهزة الأمنية إلى وقف هذا التدهور قبل فوات الأوان".

وقال رافائيل سلاب، نائب رئيس بلدية كريات شمونة وأحد مؤسسي مقر "القتال من أجل الشمال": "نرى حزب الله يقترب خطوة بخطوة تحت غطاء الأعمال المدنية. هذا واقع لا يمكن قبوله. يجب ألا ننتقص من إنجازات الجيش الإسرائيلي وبطولة مقاتلينا. دماء الجنود الذين يقاتلون من أجلنا تستحق موقفًا واضحًا من تفكيك حزب الله. لن نقبل أن نكون الرهائن التاليين".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025