يديعوت أحرنوت
ترجمة حضارات
ايتمار ايشنر
فاصيل جديدة... "نقل كبار المسؤولين في اللحظات الأخيرة" محاولة الاغتيال الفاشلة في الدوحة
"بروتوكول صارم وغير اعتيادي": أفادت وسائل إعلام تركية أن حركة حماس أنهت تحقيقًا داخليًا في محاولة اغتيال كبار مسؤوليها، مشيرةً إلى أنهم اتخذوا "إجراءات احترازية" عند وصولهم إلى المبنى. ووفقًا للتقرير، وقبل بدء مناقشة اقتراح ترامب، أصرّ نجل خليل الحية على نقل كبار المسؤولين، ثم هاجمت إسرائيل الموقع بـ12 صاروخًا، وتمت تصفيته.
مرّ أكثر من شهر على محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت شخصيات بارزة في حماس في العاصمة القطرية الدوحة، والتي اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الاعتذار عنها. واليوم (الخميس)، نُشرت في تركيا تفاصيل جديدة حول الاجتماع الذي جمع قادة الحركة، والغارات الجوية الست، ونجاة أعضاء حماس.
ووفقًا لتقارير نشرتها شبكتا TRT وYeni Şafak التركيتان، نفذت إسرائيل ست غارات، كل منها بصاروخين، وذلك بعد 15 ساعة من تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرضه النهائي للتوصل إلى اتفاق. وذكرت التقارير أن خليل الحية، نجل كبير مفاوضي حماس، الذي قُتل في الهجوم، غيّر موقع القادة في اللحظة الأخيرة، مما سمح لهم بالفرار سالمين.
وبحسب التقارير نفسها، استُمدت هذه المعلومات من تحقيق داخلي أجرته حماس. وتلقى فريق التفاوض التابع للحركة اقتراح ترامب الساعة الواحدة صباحًا قبل الهجوم، وتقرر عقد اجتماع بشأنه الساعة الثانية ظهرًا من اليوم نفسه. وتجمع كبار المسؤولين في مقر حماس، ووصلوا متخفين، وفقًا للتعليمات الأمنية.
قبل ساعات من الاجتماع، عُقد لقاء أمني برئاسة نجل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبيد، ورئيس جهاز الأمن في الحركة، حيث صاغوا "بروتوكولًا أمنيًا صارمًا واستثنائيًا". وفي يوم الاجتماع، توافد قادة حماس إلى المقرّ واحدًا تلو الآخر.
أصرّ نجل الحية على نقل كبار المسؤولين إلى مبنى آخر. واتخذ الفريق الأمني احتياطات لمنع المراقبة التكنولوجية، فتم سحب جميع أجهزة الاتصال الشخصية واللاسلكية من القادة، وتزويدهم بهواتف خاصة آمنة وفّرتها قوات أمن حماس. هذا الإجراء منع إسرائيل من تحديد موقع الوفد بدقة من خلال تتبع الإشارات.
بعد وصول كبار المسؤولين إلى الطابق السفلي، بملابس مموهة ووفقًا للتعليمات الأمنية، أصرّ الحية مجددًا على نقلهم إلى مبنى آخر، ونصحهم "بمراعاة الإجراءات الأمنية". نُقل جميع القادة وسط إجراءات أمنية مشددة، كما تأخر الاجتماع بسبب اتصال الحية بالوسيط القطري. بدأ النقاش الساعة 2:12 ظهرًا، وتركز على مقترح ترامب الأخير، بينما اتخذ مسؤولو الأمن "ترتيبات مختلفة في المنطقة".
في الساعة 3:46 مساءً، بدأت الغارة الجوية الإسرائيلية. أُطلقت الصواريخ على المبنى الذي كانت تقيم فيه عائلة الحية وعلى مكتبه. في الغارة الأولى، قُتل نجل الحية.
في الهجوم الثاني، قُتل جهاد لبيد، إلى جانب مؤمن حسونة وأحمد عبد الملك، وهما من عناصر حماس.
وفي الهجوم الثالث، قُتل عبد الله عبد الواحد، الحارس الشخصي للقيادي باسم نعيم، أثناء محاولته إنقاذ جرحى الهجوم الأول.
أما الهجومان الرابع والخامس، فقد استهدفا منزل عائلة الحية بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابة جميع أفراد العائلة.
الهجوم السادس استهدف وحدة الأمن الخاصة القطرية.
في الساعة 3:51 مساءً، أفادت التقارير أن رئيس جهاز الأمن في حماس أمر بتنفيذ خطة الإخلاء. تم استدعاء سيارات الطوارئ، ونُقل القادة بشكل منفصل إلى أماكن آمنة في اتجاهات مختلفة. كما تم انتشال المصابين من تحت الأنقاض ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبمجرد التأكد من سلامة الجميع، صدر أمر بعقد مؤتمر صحفي لتجنّب "الذعر العام".
وقع الهجوم في المنطقة الدبلوماسية الحساسة في الدوحة، حيث تقع عدة سفارات على بُعد مئات الأمتار من بعضها البعض، إلى جانب مبانٍ تابعة لحماس في الشوارع المجاورة. بدأ بناء المجمع عام 2021، واكتمل في 2023، وبدأت الحركة باستخدامه عام 2024.
يضم المجمع، الذي يتكون من خمس فلل منفصلة ومبنى خدمات إضافي، مكتب الحية، ومنزل عائلته، ومقر الحركة، وقوات الأمن القطرية، ومنطقة مخصصة للطوارئ.