ابن شقيق عرفات يعود إلى الساحة السياسية: مرشح محتمل لحكم غزة

يديعوت

ترجمة حضارات 

عيناب حلبي:

ابن شقيق عرفات يعود من فرنسا – وقد يُعيَّن حاكمًا لغزة


مع غموض مستقبل السلطة الفلسطينية، عاد الدبلوماسي ناصر القدوة إلى قطاع غزة، ويُعد من أبرز المرشحين لتولي منصب محافظ غزة. وفي مقابلة مع موقع Ynet، صرّح بأن أهدافه تتمثل في مكافحة الفساد و"استعادة ثقة الشعب"، كما اقترح "خارطة طريق" للسلام تتضمن تحويل حماس إلى حزب سياسي، وتولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع. وقال مسؤول فلسطيني كبير: "يُنظر إليه كشخصية مقبولة".

عاد ناصر القدوة، ابن شقيق الزعيم الراحل ياسر عرفات وأحد أبرز الشخصيات في النظام السياسي الفلسطيني، إلى الأراضي الفلسطينية مؤخرًا بعد أربع سنوات من المنفى في فرنسا. وتأتي عودته عقب إصدار الرئيس محمود عباس عفوًا عنه الأسبوع الماضي، ما أتاح له العودة إلى النشاط السياسي داخل حركة فتح، التي كان معزولًا عنها منذ فبراير/شباط 2021.

في حديثه لـYnet، أوضح القدوة أن هدفه الرئيسي هو دفع إصلاحات جوهرية داخل السلطة الفلسطينية، ومحاربة الفساد، واستعادة ثقة الجمهور بالنظام السياسي. وقال: "مهمتنا هي استعادة ثقة الشعب. وبدون ذلك، لا قيمة لأي جهد آخر".

واقترح القدوة، الذي شغل سابقًا عضوية المجلس المركزي لحركة فتح، وتولى منصب وزير الخارجية ورئاسة مؤسسة عرفات، خارطة طريق للسلام في غزة، تتضمن تحويل حماس إلى حزب سياسي، وتكليف السلطة الفلسطينية بإدارة القطاع. وأضاف: "إن ضم الأراضي دون موافقة الشعب ضرب من الجنون، ولن يؤدي إلا إلى تفاقم الصراع وجعل الحياة في المنطقة مستحيلة. نحن بحاجة إلى سياسة قائمة على الحقيقة، والاعتراف بالحقوق الفلسطينية، والتعايش السلمي".

وصرّح مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية للموقع ذاته بإمكانية تعيين القدوة محافظًا لغزة نيابةً عن السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن "عودته تتيح له التصرف بشكل شرعي، دون تجاوز الخطوط السياسية الداخلية أو الرضوخ للضغوط الخارجية. ويُعتبر شخصية مقبولة لدى التيارات الإصلاحية في فتح، ولدى العديد من الجهات الدولية، بما فيها فرنسا والإمارات".

ولا ترمز عودة القدوة السياسية إلى بروز صوت بارز في الساحة الفلسطينية فحسب، بل تعكس أيضًا الحاجة الملحة إلى إصلاحات جذرية في كل من غزة والسلطة الفلسطينية، من أجل إحداث تغيير حقيقي في القيادة. ويتجلى هذا بشكل خاص بعد الحرب، في ظل الغموض الذي يكتنف مستقبل الحكومة الفلسطينية، وضعف السلطة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، بينما لا تزال حماس تحتفظ بسيطرتها على قطاع غزة.

الغزيون يعودون إلى ديارهم، فهل يُعيَّن ابن شقيق عرفات محافظًا؟

القدوة، الذي درس طب الأسنان في القاهرة ونشط في اتحاد طلاب فلسطين، يُعد دبلوماسيًا مخضرمًا يتمتع بخبرة طويلة في وزارة الخارجية الفلسطينية والمنظمات الدولية، بما في ذلك تعيينه مستشارًا مشتركًا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن سوريا. وتُعتبر عودته نقطة تحوّل محتملة في السياسة الفلسطينية، مع تركيزه على التواصل المباشر مع الجمهور، ومكافحة الفساد، واستعادة سمعة حركة فتح لدى حماس والمجتمع الدولي.

وفي المرحلة المقبلة، يعتزم القدوة تركيز جهوده على إعادة السلطة الفلسطينية إلى مركز القيادة في غزة، من خلال الجمع بين القيادة الداخلية والتعاون الدولي. وحذّر قائلًا: "بدون إصلاح جوهري، لا يمكن تحقيق دولة فلسطينية أو سلام حقيقي في المنطقة".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025