يديعوت أحرونوت
ايتان بن الياهو
(ضابط سابق في الجيش)
طوفان الأقصى "سيوف الحديد "– دروس فورية يجب أن نطبقها فورًا
يتعين علينا أن نكون مستعدين قبل ساعات قليلة فقط من وقوع الهجوم ــ رغم أن هذا لا يعني بالضرورة الرد الكامل على سيناريو حرب شاملة، ولكن بالتأكيد على الأقل من حيث القدرة على احتواء هجوم مفاجئ.
بعد عامين من القتال العنيف على عدة جبهات، وقبل انتهاء التحقيق العسكري، لم يتم نشر تقرير مراقب الدولة بعد، ولم يتم اتخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق حكومية، ومن المهم استخلاص عدد من الاستنتاجات وتنفيذ الدروس المستفادة على الفور.
نصّ مفهوم الأمن الإسرائيلي على أن فترة الإنذار تتراوح بين 5 و6 أيام، مع أنها كانت تُعتبر الأقصر في العالم. لم تعد هذه الفترة سارية. يجب أن نكون مستعدين لإنذار لا يتجاوز بضع ساعات - وإن لم يكن ذلك كافيًا للرد الشامل على سيناريو حرب شاملة، ولكنه بالتأكيد كافٍ لاحتواء هجوم مفاجئ.
مفاجآت من هذا النوع، التي وقعت في أكتوبر ١٩٧٣ وتلك التي وقعت في أكتوبر ٢٠٢٣، تنبع من عقول المتصرفين، وتنتشر بطبيعتها لتتحول إلى خطأ جماعي يتسلل مع مرور السنين إلى "مفهوم". هذا ضعف بشري، ولذلك يجب أن يرتكز بناء قوتنا العسكرية ونشر القوات المستمر على افتراض أن مثل هذا الخطأ سيتكرر في وقت ما. يجب أن تكون إسرائيل مستعدة على طول حدودها بالوسائل والقوى البشرية القادرة على صد أي هجوم مفاجئ.
في بدايات دولة إسرائيل، أدرك رئيس الوزراء بن غوريون أن أمنها، بل وحتى وجودها، يعتمد على الاعتماد على قوة صديقة، نظرًا للظروف الجيوسياسية لإسرائيل. واستمر هذا المبدأ على مر السنين منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، إلا أن الحدث الأخير يُظهر أن دعم القوة لا يكفي، بل إن الشرط الآن، في حالة الحرب، هو التعاون السياسي والعسكري.
لا يزال أمامنا وقت طويل للتعمق وتحليل الاحتياجات إلى جانب اتخاذ القرارات بشأن الأولويات، ولكن ما يلي هو الدروس الأولية التي يجب تنفيذها دون انتظار تحقيقات واختبارات أخرى.
ينبغي أن تبقى سياسة صناعة الدفاع المُجرّبة كما هي: جهدٌ رئيسي لتطوير تقنيات متطورة وتكييفها مع احتياجات ساحة المعركة المتغيرة، بدلاً من السعي لتحقيق استقلال إسبرطة. ستكون الحروب أطول من الماضي، وستكون الجبهات أكبر، مما يعني أن المخاطر ستأتي من كل حدب وصوب.
لذلك، لا مجال للسعي نحو استقلالية في مخزون الأسلحة، بل البناء عليه في إطار التعاون الدولي، وفي مقدمته مع الولايات المتحدة، التي تعتبر إسرائيل اليوم بالفعل قاعدة طليعية لمصالحها السياسية والأمنية في المنطقة، وكذلك مع دول صديقة أخرى. في هذا السياق، لا سمح الله أن نهاجم ميزانية الدفاع دون حدود أو قيود.
وأخيرًا، اتسع نطاق المواجهة مع إسرائيل ليصل إلى آلاف الكيلومترات. نحن ملتزمون بالمراقبة والرصد والاتصال وتبادل البيانات بشكل مستمر وحصين، لذا يجب على إسرائيل زيادة وتكثيف وجودها في الفضاء.
لا يزال أمامنا وقت طويل للتعمق وتحليل الاحتياجات، إلى جانب اتخاذ القرارات بشأن الأولويات، ولكن ما سبق هو دروس أولية يجب تنفيذها دون انتظار تحقيقات واختبارات أخرى.