مصر تتوقع قيادة قوة دولية في قطاع غزة

​​​​​​​القناة ١٢

إلى جانب مصر، ستشارك دول أخرى، منها تركيا وإندونيسيا وأذربيجان. • ستحصل القوة على تفويض من الأمم المتحدة بصلاحيات واسعة. • الهدف النهائي في غزة - والعقبة الرئيسية

أفاد دبلوماسيون غربيون بأنهم يروجون لقرار في مجلس الأمن الدولي يمنح صلاحيات للقوة الدولية التي ستعمل على حفظ الاستقرار والأمن في قطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم (السبت). وأضافوا أن القوة ستعمل بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، ومن المتوقع أن تقودها مصر.

من المتوقع أن تعمل القوة، التي ستتلقى تفويضًا من الأمم المتحدة، وفق نموذج مماثل للنموذج المطبق في هايتي - بصلاحيات كبيرة، ولكن ليس كقوة حماية تقليدية تابعة للأمم المتحدة. إلى جانب مصر، ستعمل دول أخرى، منها تركيا وإندونيسيا وأذربيجان. لم تقرر مصر بعد ما إذا كانت ترغب في أن تكون القوة تحت الإشراف الكامل للأمم المتحدة.

في هذه المرحلة، لا يُتوقع أن تُرسل بريطانيا أو أي دول أوروبية أخرى قوات إلى الميدان. مع ذلك، أرسلت بريطانيا بالفعل مستشارين إلى فريق أمريكي يعمل من إسرائيل، ويشارك في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

وفقًا لمصادر بريطانية، فإن الهدف النهائي هو إقامة دولة فلسطينية موحدة، تشمل أيضًا الضفة الغربية والقدس الشرقية. في غضون ذلك، تُشارك بريطانيا بالفعل في تدريب قوات الشرطة الفلسطينية، ولكن وفقًا للمقترح، من المتوقع أن تتولى القوة الدولية المسؤولية الأمنية الرئيسية داخل غزة.

الهدف هو أنه إذا نجحت القوة في العمل بفعالية، ستواصل إسرائيل تقليص وجودها في المنطقة. ومع ذلك، تطالب إسرائيل بالحفاظ على منطقة عازلة واسعة تحت سيطرتها، لحماية نفسها من هجمات حماس المستقبلية.

سلاح حماس – التحدي الرئيسي

من أهمّ العوائق أمام تنفيذ الخطة نزع سلاح حماس. وقد أقرّ دبلوماسيون بريطانيون بتعقيد هذه القضية، واقترحوا تطبيق مبادئ عملية مماثلة جرت في أيرلندا الشمالية، حيث تمّ نزع سلاح القوات السرية والبروتستانتية من خلال هيئة مستقلة.

يُتوقع أن توافق حماس على تسليم الأسلحة الثقيلة وقاذفاتها إلى جهة فلسطينية، وليس إلى جهة دولية، لتجنب الانطباع بأنه استسلام. لاحقًا، قد يراقب طرف ثالث العملية ويؤكد لإسرائيل أن عملية التفكيك جارية بالفعل. سيتم تأجيل مسألة أسلحة حماس الخفيفة إلى مرحلة لاحقة، نظرًا للحساسية الشديدة المحيطة بها.

بلير يعود إلى الصورة

ومن المبادرات الأخرى قيد الدراسة إنشاء "مجلس سلام" يشرف على لجنة فنية تضم 15 عضوًا فلسطينيًا. وتدعم بريطانيا انضمام رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إلى هذا المجلس، الذي سيرأسه الرئيس الأمريكي ترامب.

رغم الانتقادات الواسعة لبلير لدوره في حرب العراق، أعرب رئيس الوزراء العراقي الحالي، محمد شياع السوداني، عن دعمه له. وقال في مقابلة مع قناة CNBC: "توني بلير صديق ورجل يحظى بقبول العراقيين. ساهم في قرار الإطاحة بصدام حسين، ونتمنى له التوفيق في هذه المهمة".

من المتوقع صدور رد رسمي على تعيين بلير في الأسبوع الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تستضيف مصر مؤتمرًا كبيرًا لإعادة إعمار غزة في القاهرة، بحضور جهات مانحة دولية ومؤسسات من القطاع الخاص. ووفقًا للتقديرات البريطانية، قد تتجاوز تكلفة إعادة الإعمار 67 مليار دولار، لذا ستكون المساعدات من العالم العربي والقطاع الخاص ضرورية.

ماذا عن السلطة الفلسطينية؟

لا تزال العلاقة بين السلطة الفلسطينية ومجلس السلام غامضة. وقد أكدت وزيرة خارجية السلطة الفلسطينية، فارسان أغابيكيان، مؤخرًا في مؤتمر عُقد في إيطاليا أن "السلطة الفلسطينية تعلمت من أخطاء الماضي، ونحن بصدد التحول إلى دولة". وأضافت أن جهودًا تُبذل لتحسين النظام التعليمي، لكنها أعربت عن شكوكها في مدى كفاية ذلك.

الهدف النهائي هو إقامة دولة فلسطينية موحدة. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس | صورة: رويترز
إذا فتحنا المناهج الدراسية لأعلى المعايير العالمية، بينما استمر الأطفال في العيش تحت احتلال قاسٍ، فهل سيخلق ذلك لديهم قصة سلام؟ كلا. ما سيجلب السلام إلى وعيهم هو ألا يختبروا الإذلال، ونقاط التفتيش، والأشجار المقطوعة، والحقول المحروقة، وآباءهم الذين يُقتلون، كما جادلت.

محكمة لاهاي ضد إسرائيل

في غضون ذلك، من المتوقع أن تُصدر محكمة العدل الدولية في لاهاي، يوم الأربعاء، رأيًا قانونيًا ضد إسرائيل إثر وقف تعاونها مع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في غزة، وعلى رأسها الأونروا. ويأتي ذلك استجابةً لطلبٍ قدّمته النرويج، ووافق عليه مجلس الأمن بقرار.

وإذا تم قبول الرأي بالفعل، فإنه سيتضمن تذكيراً واضحاً بأن إسرائيل، بموجب القانون الدولي، باعتبارها قوة احتلال، ملزمة بتقديم المساعدة للسكان المدنيين في غزة، وأنها فشلت بشكل خطير ف

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025