أردوغان يستطيع أن يبتسم: خطوة ألمانية دراماتيكية وإسرائيل تتابع بقلق

رويترز 

وفقًا لتقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، وصف وزير الخارجية الألماني يوهان فايدفول الصفقة بأنها "خطوة طبيعية" لتعزيز حلف الناتو. أما اليونان فحذّرت من المساس بتوازن القوى في بحر إيجه، لكن برلين تصرّ على أن "تركيا شريك موثوق في الحلف".

الخبر الرئيس

بحسب موقع *Clash Report* ووكالتي *رويترز* و*أسوشييتد برس (AP)*، أعربت ألمانيا عن دعم قوي لصفقة بيع طائرات مقاتلة من طراز Eurofighter Typhoon لتركيا، رغم المعارضة الشديدة من اليونان. وصرّح وزير الخارجية الألماني يوهان فايدفول بأن "الصفقة خطوة طبيعية تمامًا تهدف إلى تعزيز الدفاع المشترك لحلف الناتو".

في مقابلة مع قناة التلفزيون التركية NTV، قال فايدفول إن "الطائرات ستُستخدم لحماية الحلف – وتشمل هذه الحماية أيضًا اليونان". وأضاف أن "التعاون الأمني مع تركيا أمر حيوي من الناحية الاستراتيجية، خصوصًا في ظل العدوان الروسي في منطقتنا".

وأكد الوزير أن ألمانيا تعتبر تركيا "شريكًا موثوقًا في الناتو"، مضيفًا:

> "إرسال طائرات *Eurofighter* إلى تركيا هو خطوة طبيعية بالنسبة لنا، ولا يتم النظر في أي قيود أو شروط خاصة على الصفقة".

وأشار إلى أن المفاوضات تتقدم بشكل جيد، وقد يتم التوقيع النهائي "في وقت قريب – ربما خلال هذا العام". وتشمل الصفقة شراء تدريجي بين 24 إلى 40 طائرة مقاتلة من طراز Tranche 4، وسيُنسّق الإنتاج بين شركات Airbus وBAE Systems وLeonardo.

تأتي هذه الصفقة بعد أن استُبعدت تركيا من برنامج المقاتلة الأمريكية F-35 عام 2019 بسبب شرائها منظومة الدفاع الروسية S-400، ومنذ ذلك الحين تسعى أنقرة لإيجاد بدائل أوروبية إلى حين دخول مقاتلتها المحلية من الجيل الخامس KAAN الخدمة في ثلاثينيات هذا القرن.

ووفقًا لـ*رويترز*، وافقت الحكومة الألمانية في يوليو 2025 على تصدير هذه الطائرات ضمن قرار مجلس الأمن الفيدرالي، بينما وقّعت تركيا في الشهر نفسه مذكرة تفاهم مع بريطانيا لشراء 40 طائرة – وهو ما أكدته أيضًا وكالة AP. وأشارت *رويترز* إلى أن ألمانيا كانت ترفض سابقًا السماح بالتصدير لأسباب سياسية، لكن الحكومة الجديدة برئاسة فريدريش ميرتس غيّرت سياستها ومنحت الموافقة المطلوبة.

في أثينا، عبّرت الحكومة اليونانية عن معارضة شديدة للصفقة، معتبرة أنها قد تغيّر ميزان القوى في بحر إيجه. وقد طلبت من برلين ولندن فرض قيود على استخدام الطائرات، إلا أن الوزير فايدفول رفض ذلك قائلًا:

> "لا نية لدينا لإدراج أي بند من هذا النوع".

تُعد هذه الصفقة اختبارًا دبلوماسيًا مهمًا داخل حلف الناتو، إذ تجمع بين الحاجة إلى الحفاظ على وحدة الحلف وبين التوتر المستمر بين دولتين عضوتين فيه – اليونان وتركيا.

خلاصة:
الصفقة تمثل انتصارًا دبلوماسيًا لأردوغان، بعد سنوات من العزلة الغربية نسبيًا، بينما تراقب إسرائيل بقلق تطور التعاون العسكري الألماني–التركي، في ظل تصاعد النفوذ العسكري لأنقرة في المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025