بلقيس وأسيراتنا الماجدات؟!

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

بقلم/ وليد الهودلي

قرأ الشيخ بصوته الجميل في صلاة الفجر قصة بلقيس مع سيدنا سليمان عليه السلام، فارتعش قلبي غير مرة وهو يستعرض حكمة هذه المرأة السياسية، وكيف تعاملت مع رسالة سليمان، لم تنجرّ خلف رأي الملأ الذين دفعوها نحو الخيار العسكري لمعالجة الموقف، بل كانت عاقلة رشيدة، تُدير الأمور ببصيرة واتزان، حتى انتهى بها المطاف إلى أن تُسلِم مع سليمان بدل أن تخوض حربًا طاحنة لا طاقة لها بها.

تناولتُ القصة في الدرس من منظور دور المرأة في الميدان السياسي وفي مختلف الميادين، وكيف قدّم القرآن هذا البعد، ولماذا قدّمه بهذا الأسلوب تحديدًا. لنكتشف أننا أمام نموذج رفيع للمرأة، وأمام دورٍ محوري يمكن أن تنهض به في مجتمعها.

وانتقلنا بعد ذلك للحديث عن دور المرأة الفلسطينية وكيف يُنظر إليه؛ إذ لا يزال البعض يلوم الأسيرة الفلسطينية لأنها عرّضت نفسها للاعتقال، وقد رددتُ على ذلك من خلال هذا النموذج القرآني، ومن خلال النموذج الفلسطيني الذي تجسدت ملامحه في المرأة في غزة خصوصا أثناء الحرب وفي فلسطين عامة: المعلمة، والطبيبة، والإعلامية، والمجاهدة… وغيرها. وانتهيتُ إلى أن من يسعى إلى تقزيم دور المرأة طرفان: التخلف و"الاعتلال".

خاض المسجد نقاشا جميلا لنكتشف أن هناك خلل كبير في التصور .. كيف نتصور دور المرأة .. هناك من لا يراها الا في المطبخ وهناك من يرى أن المرأة محاطة بكثير من الضوابط والمعايير الخاصة بها في حين أن الرجل والمرأة سيان أمام التكليف الشرعية في الاسلام .. ( بعضكم من بعض)

كما أشرتُ إلى دراسة للأسير محمود العارضة قائد نفق الحرية، التي قدّم فيها رؤى إبداعية متعددة، وكان محورها قصة بلقيس.

بالمناسبة لي في هذا السياق روايتان تناولتا الموضوع ذاته: أمهات في مدافن الأحياء ورواية فرحة.

للمرأة الفلسطينية عدوان التخلف والاعتلال.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025