مما تثمره الصلاة على رسول الله في شخصية المؤمن

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

بقلم/ وليد الهودلي

الصلاة على رسول الله دعاء لأعظم شخصية نحبها، فتزيدنا حُبًّا له، وهذا من شأنه أن يعظّم حضوره في حياتنا، وبالتالي أن نقتدي به ونتبع هديه طواعية، بل بعشق جميل.

رسولُ الله الشخصيةُ الجامعةُ، والنموذجُ الأعلى في كل أوجه النشاط الإنساني.

إن أردتَ أن تكون طيّبًا خلوقًا، صاحب صفات رفيعة محمودة، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون صالحًا مُصلحًا، مُربِّيًا فاضلًا، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون قائدًا حكيمًا حازمًا رشيدًا، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون سياسيًا بارعًا، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون شجاعًا بطلًا مقدامًا، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون صاحب كلمة حرّة وموقف أصيل، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون مُحرَّرًا خالصًا لله، لا تخضع لأحد، ولا تخشى في الله لومة لائم، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون تاجرًا أمينًا ناجحًا مؤتمنًا، نافعًا لنفسك وللناس، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون زوجًا صالحًا، وأبًا بارًّا، وربَّ أسرةٍ تقيّةٍ صالحةٍ، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ أن تكون قرآنًا يمشي على الأرض، ربانيًا تقيًا أمينًا صادقًا مع ربك ودينك ونفسك، فعليك برسول الله.

وإن أردتَ وأردتَ… فعليك برسول الله.

رسولُ الله الشخصيةُ الجامعةُ التي جمعتْ خيرَ الأولين وخيرَ الآخرين، وعلى أعلى وأفضل ما يكون النموذج الاعلى للناس اجمعين.

وهو اختيارُ الله للبشرية جمعاء أن يكون الأسوةَ الحسنة، صاحبَ رسالة السماء بكل أبعادها الكاملة التامة.

قال تعالى:

﴿اليومَ أَكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينًا﴾

﴿لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا﴾

والصلاة عليه تُشعِل في قلوبنا كلَّ هذه المعاني؛ لتنطلِق إرادةُ الاقتداء الشاملة، لا في جوانب دون جوانب، لقدواتٍ لا تعادل شيئًا أمام شخصية رسول الله.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025