سورة الحديد ونزع الحديد؟!
بقلم/ وليد الهودلي
قرأ الشيخ آيات عظيمة في صلاة الفجر من سورة الحديد، فتحدثت عن بعض آياتها في عجالة، وقفت بنا الآيات أمام مسار لصناعة القوة في حياة المؤمنين..
نقاط القوة:
نصيبهم من نور الهداية القرآنية واتباع سبلها:
﴿ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾
نصيبهم من الخشوع والحضور القلبي الدائم مع الله والحق:
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ۖ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾
على عكس الذين أوتوا الكتاب فطال عليهم الأمد وقست قلوبهم، وعلى عكس المنافقين:
﴿ قِيلَ لَهُمُ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ﴾
لأنهم ابتعدوا عن طريق النور في دنياهم.
القوة والروح المعنوية في مواجهة الشدائد:
﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ • لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾
قوة الارتباط بالآخرة وضعف التعلق في الدنيا:
﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ... وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾
تم تتويج كل نقاط القوة هذه بقوة الكتاب وإقامة العدل مقترنة تمامًا بقوة الحديد:
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ۖ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
القوة المادية وقوة الحديد مع قوة الإيمان صنوان لا ينفصلان..
عندما عدت للبيت فتحت التلفاز فإذا بهم يتحدثون عن نزع سلاح المقاومة.
كل العالم الظالم الباطل المجرم اليوم يأخذ بالحديد، ويريدون من أهل الإيمان التخلي عنه..
يطالبوننا بنزع الحديد،
والتخلي عن سورة الحديد.
لن يتخلى المؤمنون عن حديدهم إلا إذا تخلوا عن سورة الحديد.