إن صحّت روايتهم عن جدعون في محاولة لاستعادة الثقة من خلال روايات التاريخ القديمة واسقاطها على واقع اليوم ، فيما تقول الرواية أن جدعون قائد فئة قليلة مؤمنة مخلصة حقق من خلالها النصر على جيش عرمرم يفوقهم عدة وعتادا أضعافا مضاعفة؟
من هم اليوم الفئة القليلة الصادقة المؤمنة، ومن هم الاقلّ عتادا وتسليحا؟ هل يتمثّل اليوم جدعون في الجيش الاسرائ يلي الذي تقف خلفه أمريكا بكل ما أوتيت من قوّة مدمّرة، هذا عدا عن بريطانيا وألمانيا وكل قوى الاستكبار العالمية؟ ثم من هي الفئة المؤمنة؟ هل هي هذه التي ترتكب منذ سنة ونصف القتل اليومي للاطفال والنساء وبأبشع الطرق التي عرفتها ولم تعرفها البشريّة’؟ وإذا رجعنا الى الوراء قليلا هل الفئة المؤمنة ترتكب المجازر لتطهر بلدا من أهله كما فعلت سنة 48؟ وكانت معها بريطانيا في حينها.. متى مثّلت هذه العصابة جدعون الذي تدّعي؟!
لا نحتاج إلى دليل إذا قلنا أنّ هذا الجدعون يتمثّل في القلّة الفلسطينية المقاتلة ولا يتمثّل فيهم أبدا ، لقد انعكست الحكاية هذا إن صحّت الرواية.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نحن أولى بموسى منهم" لأننا خير من يجسّد عقيدة الايمان التي جاء بها الرسل ، فإن صحّت رواية جدعون فنحن أولى به منهم، وهو أيضا ما يصدّقه الحال، في القران وردت قصة طالوت وجالوت والفئة القليلة التي غلبت الكثيرة بإذن الله وهذا ما يقصه القران من قصص بني اسرائيل أيام إيمانهم وصدقهم ونحن بذلك أولى بأولئك القادة الذين خدموا قضيّة الايمان التي جاء بها الانبياء والمرسلون.
لذلك فهم أبعد الناس عن موسى وهارون وداود وسليمان وجدعون. لا يمكن لمن له أية صلة باولئك أن يرتكب كل هذه المجازر.